قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: آداب الصلاة
آخر برامج من: الشيخ حسين الكوراني (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

عدم التفريق بين النعمة والنقمة – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله

في طريق السالكين إلى الله، تبقى الصلاة ميدان الامتحان الحقيقي لصفاء القلب وخلوص النية. ومن أبرز المعوقات التي تمنع الخشوع وتشتت القلب أثناء الصلاة هو عدم التفريق بين النعمة والنقمة.

عدم التفريق بين النعمة والنقمة وأثره على الخشوع

إن من أسباب ضعف الخشوع أن الإنسان حين تنزل به مصيبة، ينشغل قلبه بها، يظنها نقمة خالصة، فيستولي عليه الهم والغم حتى في عبادته، مما يحرمه من لذة الإقبال على الله.

الأمثلة الحياتية:

الطفل واللقاح: الطفل يرى الإبرة ألمًا، مع أنها وقاية وعلاج لمصلحته.

الصدقة ونقص المال: الإنسان أحيانًا يرى أن دفع المال صدقةً هو خسارة، وهو في الحقيقة ذخرٌ له يوم الفاقة الكبرى.

الشهادة والموت: ينظر البعض إلى الشهادة بأنها نهاية، ولكنها في ميزان الله خلودٌ أبدي في جنات النعيم.

وهكذا، يخطئ الإنسان حين يقيس الأمور بمقاييسه القاصرة، ولا ينظر إليها بعين البصيرة والإيمان.

البلاء نعمة من نعم الله عز وجل

في كلام للعارف الكبير الشيخ محمد مهدي النراقي في كتابه جامع السعادات، حيث بين وجوه الحكمة في المصيبة، منها:

مقارنة المصائب:

يشكر العبد ربه إذا ابتُلي بمصيبة صغيرة، فيتذكر أن المصيبة الكبرى لم تصبه، ولم تُصب عقيدته ودينه، امتثالًا لدعاء عيسى (عليه السلام): “اللهم لا تجعل مصيبتي في ديني”.

التخفيف من الذنوب:

المصائب قد تكون تكفيرًا للذنوب. يقول النبي (صلى الله عليه وآله): “إن العبد إذا أذنب ذنبًا فأصيب بشدة أو بلاء، فالله أكرم من أن يعذبه ثانية”.

التخفيف من عذاب الآخرة:

عندما ينال العبد حظه من البلاء في الدنيا، يخفف الله عنه العذاب في الآخرة.

التحرر من حب الدنيا:

كثرة المصائب تُنقص حب الدنيا من قلب المؤمن، فتجعل الدنيا سجنًا في عينه، فيتشوق إلى لقاء الله. وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): “الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر”.

كيف نربي أنفسنا على هذه الرؤية؟

لكي نتجاوز هذا الخلل ونحافظ على خشوعنا في الصلاة، علينا:

أن نعلم أن كل قضاء من الله هو خير، وإن لم تدركه عقولنا القاصرة.

أن نتذكر دائمًا أن الابتلاء تطهير ورحمة، لا نقمة وعقوبة فقط.

أن نعود أنفسنا على الشكر في السراء والضراء، وننظر بعين الرضا إلى كل ما يقدّره الله لنا.

 

خاتمة

إن النعم والنقم سواء في أنها هبات من الله لصالح عبده، سواء أدرك حكمة ذلك أم لم يدرك. ومتى ما استقام قلب الإنسان على هذه الرؤية، خفّت همومه، وأقبل على ربه بقلبٍ خاشع، مطمئن، محب.

مواضيع مشابهة

لأولي الألباب – 6 – أثر جحود النعمة

أحاديث في الشكر