علوم الإمام الصادق عليه السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
كان مولد الإمام الصادق عليه السلام في العام الثالث والثمانين للهجرة النبوية، وشهادته في سنة مئة واثنين وأربعين للهجرة، فكانت مدة عمره الشريف خمسة وستون عاماً، ودفن عليه السلام بالبقيع في المدينة المنورة.
والأدلة على إمامته عليه السلام أكثر من أن تعد، فهو عليه السلام إضافة إلى أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله نص على أسماء الأئمة من بعده، وأنه كل إمام كان ينص على الإمام من بعده إلا أن أدلة إمامة الإمام الصادق عليه السلام أكثر من سائر الأئمة وذلك بسبب الظروف السياسية التي أتاحت له نشر علومه.
وأما عن علمه فهو عليه السلام من أكبر أساتذه البشرية، وليس فقط في علوم الدين بل كل مجالات العلوم، فإن جابر بن حيان الذي يعتبره الغرب الملهم لنهضتهم، هو أحد تلامذه الإمام الصادق عليه السلام.
وقال المفيد في الإرشاد: نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلدان، ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه، ولا لقي أحد منهم من أهل الآثار ونقلة الأخبار ما لقيه من أبي عبد الله، عليه السلام، فإن أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء المقالات فكانوا أربعة آلاف رجل.
جمع الحافظ بن عقبة في كتاب رجاله أربعة آلاف رجل من الثقات الذين رووا عن جعفر بن محمد، فضلا عن غيرهم، وذكر مصنفاتهم، ومر في المقدمات قول المحقق في المعتبر: انتشر عن جعفر بن محمد من العلوم الجمة ما بهر به العقول.
