الإمام الجواد عليه السلام شبيه موسى وعيسى عليهما السلام – الجزء الأول.
إن هناك نص مروي عن النبي صلى الله عليه وآله بخصوص الإمام الجواد عليه السلام يقول فيه: (وإنّ اللّه عزّ وجلّ ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة [رضيّة] مرضيّة وسمّاها محمّد بن عليّ فهو شفيع شيعته، ووارث علم جدّه، له علامة بيّنة وحجّة ظاهرة!)
ويقول صلى الله عليه وآله في رواية أخرى: (بِأَبِي اِبْنُ خِيَرَةِ اَلْإِمَاءِ اَلنُّوبِيَّةِ اَلطَّيِّبَةِ) ويعني بذلك والدة الإمام الجواد عليه السلام التي هي من قوم مارية القبطية من بلاد النوبة أي مصر وما بعدها.
قال الرضا – عليه السلام – لأصحابه: (قد ولد لي شبيه موسى بن عمران – عليه السلام – فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم – عليه السلام – قدّست أمّ ولدته..)
إن عصر الإمام الجواد عليه السلام كان شبيها بعصر النبيين موسى وعيسى على نبينا وآله وعليهما السلام في غلبة الشرك على التوحيد الله تعالى.
إن الشرك عندما يستشري في مجتمع كان في الأصل موحدا ويدخل في ما يسمى بالتحضر وهو عبارة عن ثقافة الآلة وتقنياتها ويصبح الناس يفكرون في غرائزهم من خلال الأزرار وخصوصا إن كان لهذه الأزرار صوت عند الكبس عليها ويستشري حب المال وتعيش المجتمعات الترف وتمسح العقل هناك تمس الحاجة إلى جرعة من الغيب أقوى بكثير من الفترة الطبيعية المتعارفة لإرسال الأنبياء.
نرى أن في مجتمع بني اسرائيل كانت الحاجة إلى جرعة قوية من الغيب فأرسل الله عيسى عليه السلام في صغر سنه ليقول إني عبدالله آتاني الكتاب.
إن الدولة العباسية في زمن الإمام الجواد وصلت إلى مرحلة من القوة المادية والثروة وبسط النفوذ فكان المجتمع بحاجة إلى جرعة غيبية متمثلة بالإمام الجواد عليه السلام.
إن ولادة الإمام الجواد عليه السلام كانت معجزة بنفسها وقد تأخرت ولادته عليه السلام كثيرا فمن معجزاته أنه شفى أحد أصحاب الرضا عليه السلام وهو في الثانية من عمره عندما أرسل الإمام الرضا عليه السلام ذلك الشخص إلى
الإمام الجواد عليه السلام وكان يحمله أحد الموالي…
كيف استطاع الإمام في صغر سنه أن يقنع عشرات العلماء والفقهاء ووجهاء الشيعة بإمامته فكم صدرت منه كرامات ومعاجز؟
يجب تسليط الضوء ونشر وترويج كرامات الأئمة عليهم السلام فلو كان للمخالفين عشر ما لدينا لروجوا لها ليل نهار.