فضائل أمير المؤمنين عليه السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
يُعَدُّ القرآن الكريم والسُّنة النبوية الشريفة مصدرين أساسيين لفهم الدين الإسلامي وتفسير معانيه. وفي هذا السياق، تتجلى حكمة الربط بين بعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تسلِّط الضوء على فضائل ومكانة أهل البيت عليهم السلام.
ومن أبرز هذه الآيات قوله تعالى: “وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي” (طه: 29-32)، والحديث الشريف الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي”.
دلالات الآية : “وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي …”
إن الآية الكريمة التي وردت في سورة طه تسرد دعاء نبي الله موسى عليه السلام، حيث طلب من ربه أن يجعل له وزيرًا من أهله، وهو هارون عليه السلام. وجاء الطلب لتعزيز دعوته وتقوية رسالته، ما يعكس أهمية وجود شريك وداعم في المهام الإلهية الكبرى.
في المقابل، جاء حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليُبرز مكانة الإمام علي عليه السلام ودوره المحوري في الإسلام.
إذ قال له: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي”. هذا الحديث الشريف يُظهر أن الإمام علي عليه السلام كان بمثابة السند والداعم للنبي، كما كان هارون عليه السلام سندًا لموسى عليه السلام، بل يدل الحديث أيضًا على خلافته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من بعده.
الفرق الوحيد الذي بيَّنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو انقطاع النبوة بعده، مما يؤكد على استمرار القيادة من خلال الإمام علي عليه السلام.
فضل حب الإمام علي عليه السلام في الإسلام:
حب الإمام علي عليه السلام ليس مجرد شعور عاطفي بل هو جزء من الإيمان. فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ”. هذه الكلمات تؤكد أن حب الإمام علي عليه السلام يُعدّ معيارًا للإيمان الصادق.
كان الإمام علي عليه السلام مثالاً للعدل والشجاعة والإخلاص، فكان أول من آمن برسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الشباب، وقدم حياته في سبيل الله مرارًا. إن مكانته العظيمة ودوره في نشر الإسلام جعلا حبه واجبًا على كل مسلم، لأنه يمثل القيم الإسلامية في أبهى صورها.
الخاتمة:
إن الربط بين الآية الكريمة والحديث النبوي الشريف يوضح مكانة الإمام علي عليه السلام كأحد أعمدة الإسلام ودوره المحوري في حياة الأمة. حب الإمام علي عليه السلام لا يقتصر على كونه شعورًا فطريًا بل هو التزام ديني يعكس الإيمان الصادق. وفي زمننا هذا، يحتاج المسلمون إلى استلهام القيم النبيلة التي جسدها الإمام علي عليه السلام لتعزيز الوحدة والإيمان الحقيقي. نسأل الله أن يرزقنا حبه وحب أهل بيته عليهم السلام، ويجعلنا من المتمسكين بنهجهم القويم.