فضائل المناجاة الشعبانية – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
في مستهلّ حديثه عن أعمال شعبان، يأتي الفقيه العارف الملكي التبريزي
على ذكر هذه المناجاة التي هي (من مهمّات أعمال هذا الشهر) كما يقول مؤكّداً.
وهي مناجاة مرويّة عن أمير المؤمنين عليه السلام، والوحيدة التي ورد أنّ الأئمة جميعاً كانوا يدعون بها في شعبان
وهي أيضاً (نعمة عظيمة من بركات آل محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وأهلُ المعرفة وأصحاب القلوب إنما يشتاقون لشعبان ويرقبون قدومه لأجلها؛ ففيها (علومٌ جمّة في كيفيّة تعامل العبد مع الله جلّ جلاله).
وتبلغ جلالة هذه المناجاة أنّ الوقوف على حقائقها والمعارف المودعة فيها لا يتيسّر إلّا لأولياء الله من طريق الكشف والشهود.
ويعدّ الإمام الخميني المناجاة الشعبانية خير تهيئة لشهر رمضان المبارك، (فلقد توارثها أئمّتنا الأطهار وأكثَروا من الدعاء بها
وهي بحقّ كنزٌ ثمين اعتمد عليه العرفاء في عرفانهم). بل إنّ (جميع المسائل التي أوردها العرفاء في كُتبهم المبسوطة
أو رووها موجودة في عدّة كلمات من المناجاة الشعبانية).
ويقول رضوان الله عليه: «هذه المناجاة الشعبانية… وقد قرأتَها غير مرّة، هل تأمّلتَ وتدبّرت جُملها؟!
وأنّ الغاية القصوى لآمال العارفين ومنتهى أمل السالكين هذه الفقرة الشريفة من ذلك الدعاء الشريف:
إِلهي هَبْ لِي كَمَالَ الانْقِطَاع إِلَيْكَ، وَأَنْرِ أَبْصَارَ قُلوبِنَا بِضِياءِ نَظَرِها إِلَيْكَ حَتّى تَخْرِقَ أَبْصَارُ القُلوبِ حُجُبَ النُّورِ
فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ العَظَمَةِ، وَتَصِيرَ أرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. إِلهِي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ نَادَيْتَهُ فأجابَكَ
وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وعَمِلَ لَكَ جَهْراً).
ويتحدّث الإمام الخامنئي عن المناجاة الشعبانية، فيعتبر أنّ الشعب الذي يأنس المفاهيم الواردة فيها
ويمضي في مسيرته وفق ميزانها، سوف تتصاغر أمامه الصعاب، ولن يستعظم شيئاً.
ويؤكد العلماء أنّ هذه المناجاة الجليلة – وإن نُسبت إلى شعبان – تُقرأ على مدار السنة
(ويَحسن أن يُدعى بها عندَ حضور القلب متى ما كان)
المناجاة الشعبانية في كلمات الإمام الخميني (رحمه الله)