اللهم! بحق ليلتنا ومولودها – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إنّ ليلة النصف من شعبان هي ثاني أهم ليلة بعد ليلة القدر، وهي بوابة ليلة القدر، وهي ليلة اكتمال سر توحيد الله سبحانه وتعالى بالشكل العملي وانتشاره في أرجاء الأرض لأن فيها ولد من سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
قال الشيخ الطوسي: ويستحب أن يدعي فيها -أي في ليلة النصف من شعبان- بهذا الدعاء:
(اللهم! بحق ليلتنا ومولودها وحجتك وموعودها التي قرنت 30 إلى فضلها فضلك 31 فتمت كلمتك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماتك ولا معقب لآياتك نورك المتألق وضياؤك المشرق والعلم النور في طخياء الديجور الغائب لمستور جل مولده وكرم محتده والملائكة شهده والله ناصره ومؤيده إذا آن ميعاده)
وفي فضل المولود في هذا اليوم الذي هو الإمام الحجة بن الحسن المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف، روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: (إن الليلة التي يولد فيها القائم عليه السلام لا يولد فيها مولود إلا كان مؤمنا، وإن ولد في أرض الشرك نقله الله إلى الايمان ببركة الإمام عليه السلام).
وفي فضل نفس ليلة النصف من شعبان روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.
وقد سئل الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال: هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، وفيما يمنح الله تعالى العباد فضله، ويغفر لهم بمنه، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها، فإنها ليلة آلى الله عز وجل على نفسه ألا يرد فيها سائلا ما لم يسأل الله معصية،
وإنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبينا صلى الله عليه وآله فاجتهدوا في الدعاء والثناء على الله فإنه من سبح الله تعالى فيها مائة مرة وحمده مائة مرة وكبره مائة مرة وهلله مائة تهليله غفر الله له ما سلف من معاصيه، وقضى له حوائج الدنيا والآخرة، ما التمسه وما علم حاجته إليه وإن لم يلتمسه منه تفضلا على عباده.
تُعتبر ليلة النصف من شعبان من أهم الليالي في الإسلام، إذ تُعد ثاني أهم ليلة بعد ليلة القدر، وهي بمثابة بوابة تقود المؤمنين إلى ليلة القدر وتجسّد سرّ توحيد الله تعالى بشكل عملي. يُذكر في هذه الليلة مولود عظيم، الإمام الحجة بن الحسن المهدي المنتظر، الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلاً.
أهمية ليلة النصف من شعبان
ليلة تُهدي إلى ليلة القدر
تُعد ليلة النصف من شعبان ثاني أهم ليلة بعد ليلة القدر.
تُعتبر بوابة لليلة القدر؛ إذ إنها تمهّد للقلوب استقبال فضائل ليلة القدر.
تُظهر هذه الليلة سرّ توحيد الله وانتشاره في أرجاء الأرض من خلال ميلاد مولود سيملأ الأرض قسطًا وعدلاً.
ارتباطها بالمعتقدات الإسلامية
أكد العلماء والفقهاء على أهمية هذه الليلة لما تحمله من معاني روحية ودينية، حيث تُذكّر المؤمن بضرورة التوبة والرجوع إلى الله.
يُستشهد بفضل هذه الليلة في أحاديث النبي صلى الله عليه وآله، وفي أقوال أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين نصّوا على علاقتها بالبركات الإلهية.
الدعاء في ليلة النصف من شعبان
الدعاء الموصى به
يستحب أن يُدعى المؤمن في هذه الليلة بالدعاء التالي كما رواه الشيخ الطوسي:
“اللهم! بحق ليلتنا ومولودها وحجتك وموعودها التي قرنت إلى فضلها فضلك فتمت كلمتك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماتك ولا معقب لآياتك نورك المتألق وضياؤك المشرق والعلم النور في طخياء الديجور الغائب لمستور جل مولده وكرم محتده والملائكة شهده والله ناصره ومؤيده إذا آن ميعاده.”
يُظهر هذا الدعاء معاني عميقة من التضرع والثناء على الله تعالى، وهو يُعبّر عن رجاء العبد بأن ينال من فضائل هذه الليلة ما يُقرّب قلبه إلى الله، ويضمن له نصرةً وفضلًا إلهيًا.
فضل المولود في ليلة النصف من شعبان
مولود الإمام الحجة المهدي المنتظر
تبرز ليلة النصف من شعبان بأنها ليلة ميلاد الإمام الحجة بن الحسن المهدي المنتظر، الذي عجل الله فرجه الشريف.
ورد عن الصادق عليه السلام قوله:
“إن الليلة التي يولد فيها القائم عليه السلام لا يولد فيها مولود إلا كان مؤمناً، وإن ولد في أرض الشرك نقله الله إلى الإيمان ببركة الإمام عليه السلام.”
هذا الحديث يؤكد أن ميلاد الإمام المهدي في هذه الليلة يُعدّ علامة بارزة على قدرة الله في هداية النفوس وتثبيت الإيمان في قلوب المؤمنين.
فضل ليلة النصف من شعبان في حياة المسلم
البشارة بقبول الدعاء وإحياء القلوب
ورد في فضل ليلة النصف من شعبان عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله:
“من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.”
يؤكد هذا الحديث أن من يقضي هذه الليلة في العبادة والدعاء تكون روحه نشطة ومفعمة بالأمل، فلا يموت قلبه يوم الحساب.
فضل ليلة النصف من شعبان عند أهل البيت
سُئل الإمام الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النصف من شعبان، فرد قائلاً:
“هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، وفيما يمنح الله تعالى العباد فضله ويغفر لهم بمنه، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها.”
يُظهر الحديث مدى حرمة هذه الليلة، إذ إنها ليلة وعدت بأن لا يرد الله فيها سائلاً ما لم يسأل معصية، مما يُبرز دورها في تصفية النفوس وتزكيتها.
كيف يستفيد المسلم من ليلة النصف من شعبان؟
أهمية الدعاء والثناء على الله
على المؤمن أن يستغل هذه الليلة بالدعاء والتضرع إلى الله، مستحضراً عظمة ليلة القدر والفضل العظيم الذي أعده الله للمؤمنين.
يُستحب أن يُكثر المسلم من التسبيح والحمد والكبرياء والتهليل، إذ ورد في الأحاديث أن من سبح الله تعالى فيها مائة مرة، وحمده مائة مرة، وكبره مائة مرة، وهلله مائة مرة، غُفرت له ذنوبه وقضت له حوائج الدنيا والآخرة.
خاتمة
إن ليلة النصف من شعبان ليست مجرد ليلة عابرة في التقويم الهجري، بل هي ليلة تحمل في طياتها أسرار التوحيد وبشارة بميلاد الإمام المهدي المنتظر، الذي سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً. يدعو الإسلام في هذه الليلة إلى الاجتهاد في الدعاء والعبادة، والتوبة إلى الله، والالتزام بمبادئ العدل والإنصاف.
فلنجعل من هذه الليلة فرصة للتجديد الروحي، ولنستحضر معانيها في قلوبنا وعقولنا سعيًا نحو حياة يسودها الخير والبركة، وتحقيقًا لمقام الدين العظيم الذي يكرّس مكانته في نفوس المؤمنين.