شكر نعمة الولاية – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
- إن من يريد أن يحتفل بأمير المؤمنين عليه السلام في عيد ولايته لا بد أن يكون وفيا له صلوات الله عليه، وإن من واجبات الوفاء له عليه السلام هو شكر الله عز وجل على نعمة الولاية، فالله سبحانه وتعالى يقول: (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ).
- إن من أهم مستلزمات الولاية حفظ التوحيد ومعرفة الله عز وجل معرفة حقيقة وعدم الإشراك به، فأمير المؤمنين عليه السلام من ألقابه العظمى: (سيد الموحدين).
- من يريد أن يتولى عليا عليه السلام فلا بد له أن يتحلى بأخلاقه، فقد كان يحب الفقراء والمساكين، وكان يحب كل من يحبه، لذا فحق الموالي على أخيه محبته ونصرته والوقوف إلى جانبه في السراء والضراء، وأن لا يحقد لأي سبب على شخص محب لأمير المؤمنين عليه السلام.
- إن الموالي الحق لا يتوقف ولاؤه عند المحبة القليلة فقط، بل تتجلى محبته وولاؤه بالتزامه بالعبادات من صلاة وصيام -الواجب منها والمستحب- وبحسن الخلق والتعامل مع الآخرين، وفعل الخيرات وترك المنكرات، والجهاد في سبيل الله تعالى في المال والنفس.
- إن الناس بعد نزول قوله تعالى في يوم الغدير: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) انقسموا إلى قسمين: الأول: الفاسقين الذين أنكروا ولاية أمير المؤمنين وخلافته بعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وانقلبوا عليها، والقسم الثاني: الشاكرين، وهم الذين آمنوا بالولاية وبذلوا أنفسهم وأموالهم ودنياهم فداء لها، وهم الذين أنزل الله تعالى في أمير المؤمنين عليه السلام وفيهم: (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)، والشكر إنما يكون على نعمة، وأي نعمة أعظم من نعمة الولاية لأمير المؤمنين علي عليه السلام التي هي السراج الدال على الله تعالى وعلى التوحيد والنبوة.