الاقتداء بالسيدة زينب عليها السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
ولدت الصديقة الصغرى السيدة زينب عليها السلام في الخامس من جمادى الأولى، وإننا نشكر الله تعالى على منه علينا بأن كنا من محبي السيدة زينب ومواليها والعارفين بحقها، ونشكر الله أن كان فينا من يقدم أولاده وأبناءه وفلذات كبده فداء للحسين والسيدة زينب وأهل البيت عليهم السلام، فهذا من الإيمان كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ويكون عترتي أحب إليه من عترته، ونحن بحمد الله في عصر تكثر فيه مثل هذه النماذج، وهي عوائل المجاهدين الأبطال الذي يقدمون أنفسهم وأبناءهم في طريق العزة والكرامة والإسلام.
عندما نحب شخصا ما من أعماق قلوبنا فإننا نحاول أن نكون مثله، نحاول تقليده في كل شيء، ونحن عندما نحب السيدة زينب علينا أن نقتدي بها وبصفاتها كلها دون استثناء، فهي العالمة غير المعلمة والفهمة غير المفهمة، وعلينا أن نشكر الله على هذه النعمة، وشكر الله على هذه النعمة وفاء للنبي وأمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السلام.
كيف نتمم اقتداءنا بالسيدة زينب؟
علينا أن نقتدي بالسيدة زينب في صبرها، في تجسيدها لطاعات الله تعالى، وفي تجسيدها للتأسي بجدها رسول الله صلى الله عليه وآله وأبيها أمير المؤمنين عليه السلام.
إن الاقتداء بالسيدة زينب ليس مقتصرا على النساء وحدهن بل الرجال أيضا مدعوون للاقتداء بهذه الشخصية الفذة العظيمة من أعلام النساء في الإسلام.
أين يكمن النقص لدينا في الاقتداء بالسيدة زينب؟
إن اقتداءنا ناقص في مجالات عدة وهي العلم والعبادة والصبر وكمال الحجاب، وهي أمراض مستشرية على نطاق واسع جدا حتى ضمن العوائل المتدينة.
إن العلم المقصود هو العلوم الإنسانية وليست العلوم الطبيعية، فالعلوم الإنسانية أسمى من الطبيعية، فالعلوم الطبيعية تسعى لخدمة الإنسان وهي وقتية وتتغير بتغير الظروف والعصور والتقنيات، وإن أهميتها تتبع مقدار خدمتها للإنسان، أما العلوم الإنسانية فهي تعزز إنسانية الإنسان وتهذبنا وتحفظ أخلاقنا وهي دائمة وليست مؤقتة أو محددة بزمن معين أو فترة ما.
كيف تحافظ النفس الإنسانية على فطرتها؟ كيف نحافظ على أنفسنا من الرياء والهوى والشك والسمعة، والقرآن يقول: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)، فنحن وإن كنا مؤمنين في الظاهر لكننا قد نكون مشركين بعبادتنا لغير الله كعبادة الهوى وعبادة المال وعبادة الشهوة وغير ذلك من صنوف الشرك وألوانه.
إن تطبيق الأحكام الشرعية ولكن دون ملاحظة إنسانيته وفطرته وقلبه السليم فهو جاهل كالحمار يحمل أسفارا، فالعلم الحقيقي هو توحيد الله وطاعته وليس مجرد تعلم الأحكام الشرعية دون معرفة فلسفتها وروحها.
مواضيع مشابهة
دروس من سيرة الحسين (عليه السلام) منذ خروجه من المدينة إلى استشهاده