دفاع السيدة الزهراء عن خط الولاية – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
حرصت السيدة الزهراء عليها السلام على تنفيذ وصيايا أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله بالأخص فيما يتعلق بالإمامة والخلافة، وليس الأمر كما يخطر على بال البعض أنها تريد ذلك لزوجها أمير المؤمنين عليه السلام، فأهل البيت عليهم السلام أرفع من أن ينجروا وراء الدنيا وزخرفها، بل لأن وصية رسول الله صلى الله عليه وآله في خلافة علي عليه السلام لأجل الحفاظ على خط الإسلام وحماية الأمة من الانحراف عن ذلك الخط.
وإن السيدة الزهراء عليها السلام بدفاعها عن خط الإمامة واحتجاجها على القوم، إنما كانت تنطق عن لسان رسول الله صلى الله عليه وآله، فكما أن رسول الله صلى الله عليه وآله (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى) كذلك الزهراء عليها السلام لا تنطق عن الهوى.. فهي التي قال عنها أبيها صلى الله عليه وآله: (إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّی…).
فولاية علي عليه السلام التي بذلت لأجلها السيدة الزهراء عليها السلام حياتها هي الحق بناءً على عدة أحاديث للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله منها: (مثل علي فيكم كمثل الكعبة المستورة، النظر إليها عبادة، والحج إليها فريضة).
في رواية ذكرت توضح حرقة قلب الزهراء على حال الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فعن أم سلمة رضوان الله عليها أنها قالت: دخلت على فاطمة عليها السلام فقالت لها: كيف أصبحت عن ليلتك يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قالت: أصبحت بين كمد وكرب، فقد النبي وظلم الوصي،
هتك والله حجابه، من أصبحت إمامته مقبضة على غير ما شرع الله في التنزيل، وسنها النبي صلى الله عليه وآله في التأويل ولكنها أحقاد بدرية، وترات أحدية كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة لامكان الوشاة، فلما استهدف الامر أرسلت علينا شآبيب الآثار من مخيلة الشقاق فيقطع وتر الايمان من قسي صدورها، ولبئس – على ما وعد الله من حفظ الرسالة وكفالة المؤمنين – أحرزوا عائدتهم غرور الدنيا بعد انتصار، ممن فتك بآبائهم في مواطن الكرب، ومنازل الشهادات.
