إن الله ليرضى لرضا فاطمة (س) – الشيخ حسين الكوراني (ره)
من الروايات المجمع عليها بين المسلمين العامة والخاصة هي حديث النبي صلى الله عليه وآله : (إن الله ليرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها)، وفي رواية أخرى قال (ص): (يرضيني ما يرضيها) ولا تناف بين الروايتين فما يرضي الرسول يرضي الله وما يرضي الله يرضي الرسول، فإذا كان رضا فاطمة عليها السلام من رضا رسول الله (ص) فحتما رضاها من رضا الله تعالى.
وقد روى أحمد بن حنبل في كتابه فضائل الصحابة بسنده عن رسول الله (ص) أنه قال: (فاطمة شجنة مني ، يبسطني ما بسطها ، ويقبضني ما قبضها ، وأنه ينقطع يوم القيامة الأسباب الا نسبي وسببي).
وروى أيضا الحاكم في المستدرك عن رسول الله (ص) أنه قال: (إنما فاطمة شجنة مني، يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها).
وإن من الأمور التي تستنبط من هذه الروايات أن فاطمة الزهراء عليها السلام معصومة، فالله تعالى ورسوله الكريم (ص) لا يمكن أن يرضوا لأمر في غير طاعة ولا يغضبوا لأمر فيه معصية لله، ودلالة هذا الحديث أيضا أن الزهراء عليها السلام لا تغضب لأمر إن كان لا يغضب الله تعالى ولا ترضى عن أمر إن كان لا يرضي الله تعالى، وهذا الأمر لا يكون إلا لمعصوم.
ولو كانت “حاشها” تقترف الذنوب أو لو كانت مشاعر الرضا والسخط عندها تبعاً لأهوائها كما هو حال غير المعصوم لما جعل الله رضاها من رضاه ولا كان رضاها من رضا أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله.