أحاديث ما بين الشهادتين – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
من الأمور التي افتقدها السيدة الزهراء عليها السلام بعد شهادة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله هي صوت بلال عند الأذان، الأمر الذي زاد على السيدة الزهراء عليها السلام آلامها وأحزانها، فقد أورد الشيخ الصدوق في كتابه “من لا يحضره الفقيه”:
لما قبض النبي صلى الله عليه وآله امتنع بلال من الاذان وقال: لا أؤذن لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وإن فاطمة عليها السلام قالت ذات يوم: إني أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي عليه السلام بالأذان فبلغ ذلك بلالا فأخذ في الاذان، فلما قال:
” الله أكبر، الله أكبر ” ذكرت أباها عليه السلام وأيامه فلم تتمالك من البكاء، فلما بلغ إلى قوله: ” أشهد أن محمدا رسول الله ” شهقت فاطمة عليها السلام شهقة وسقطت لوجهها وغشي عليها، فقال الناس لبلال: أمسك يا بلال فقد فارقت ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله الدنيا وظنوا أنها قد ماتت فقطع أذانه ولم يتمه، فأفاقت فاطمة عليها السلام وسألته أن يتم الأذان فلم يفعل، وقال لها: يا سيدة النسوان إني أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالاذان فأعفته عن ذلك.
ولكن كان جبرائيل عليه السلام ينزل إليها ويحدثها ويواسيها برحيل أبيها رسول الله صلى لله عليه وآله، ومن الأمور التي كان يحدثها بها عن أحاديث ما كان وما يكون وما هو كائن، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يكتب عنها ما تحدث به، وهو ما عرف بمصحف فاطمة، وإن أهل البيت عليهم السلام أكدوا مراراً وتكراراً أنه ليس من القرآن وليس وحي تبليغ كما الذي نزل على النبي صلى الله عليه وآله.
