هيبة الإمام الهادي عليه السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن لأهل البيت عليهم السلام مهابة في قلوب الناس عموماً وأعدائهم خصوصاً، فكان معاوية رغم سطوته وطغيانه يهاب الإمام الحسن عليه السلام إذا حضر في مجلسه، وكذلك حال ابنه يزيد أمام السيدة زينب عليها السلام على الرغم من أنها كانت قيد الأسر إلا أن هيبتها وحديتها معه حديث المنتصر أمام المهزوم.
وكذلك جميع الأئمة المعصومين عليهم السلام وسيما من نحن في ذكراه الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام حيث كانت للإمام هيبة عطيمة بحيث كان المتوكل يخشى على نفسه من الإمام، وذلك لأن أهل البيت عليهم السلام تحقق في نفوسهم الآية الكريمة: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) فما كانوا عليهم السلام تأخذهم مهابة عسكر الطغاة وسطوتهم.
روي: أن المتوكل العباسي أمر عسكره وهم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسر من رأى أن يملأ كل واحد مخلاة فرسه من الطين الأحمر ويجعلوا بعضه على بعض في وسط برية واسعة هناك.
ففعلوا، فلما صار مثل جبل عظيم صعد فوقه واستدعى أبا الحسن عليه السلام وأستصعده وقال: استحضرتك لنظارة خيولي، وكان أمرهم أن يلبسوا التجافيف ويحملوا الأسلحة، وقد عرضوا بأحسن زينة وأتم عدة وأعظم هيبة، وكان غرضه أن يكسر قلب كل من يخرج عليه، وكان خوفه من أبي الحسن عليه السلام أن يأمر أحداً من أهل بيته أن يخرج عليه.
فقال له أبو الحسن عليه السلام: (وهل تريد أن أعرض عليك عسكري؟) قال: نعم. فدعا الله سبحانه، فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون.فغشي على المتوكل.فلما أفاق قال أبو الحسن عليه السلام: (نحن لا ننافسكم في الدنيا، نحن مشتغلون بأمر الآخرة فلا عليك شيء مما تظن).