فضل زيارة السيدة المعصومة عليها السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
بعدما أحضر المأمون العباسي الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام من المدينة إلى خراسان، خرجت السيدة المعصومة لتزور أخاها، وعندما وصلت إلى ساوة أصيبت بمرض فسألت الذين كانوا معها: كم بيننا وبين قم؟ فأجابوها: عشرة فراسخ.
وبما أنها قد سمعت عن آبائها أحاديث عديدةً في فضائل هذه البلدة وأنها كانت ملجأ الشيعة، توجهت إلى قم، فخرج أشراف البلدة لاستقبالها بعدما وصلت إلى قم حيث كانت إقامتها عند موسى بن خزرج الأشعري، وكانت تعاني المرض حيث كانت ترقب الشفاء لتكمل السفر إلى خرسان حتى تلقى أخيها الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام لكن بعد سبعة عشر يومًا وفي العاشر من ربيع الثاني عام 201 للهجرة رحلت إلى الرفيق الأعلى.
وروي في فضل زيارتها عليها السلام أن عدة من أهل الري دخلوا على أبي عبد الله الصادق عليه السلام وقالوا: نحن من أهل الري، فقال عليه السلام: (مرحباً بإخواننا من أهل قم، فقالوا: نحن من أهل الري، فأعاد الكلام، قالوا ذلك مراراً وأجابهم بمثل ما أجابهم به أولاً، فقال عليه السلام: إن لله حرماً وهو مكة، وإن للرسول حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنّة).
ومنها ما رواه الصدوق بسنده عن سعد بن سعد، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهم السلام، فقال عليه السلام: من زارها فله الجنّة.
ومنها: ما روي عن سعد عن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: قال: يا سعد عندكم لنا قبر، قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى عليهما السلام، قال: نعم، من زارها عارفاً بحقها فله الجنّة.