تحسين الأخلاق على أعتاب شهر شعبان – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
على المؤمن في هذا الشهر العظيم شهر شعبان أن يدأب على تحسين الأخلاق وتهذيبها وأن يراجع نفسه ويرى مواطن الخلل والزلل فيها، فما بان له أصلحه وما صعب عليه إصلاحه جاهد نفسه إلى أن يصلحه وما خفي عليه عاود المراجعة والمحاسبة ثم الإصلاح والمعاتبة.
وتنتشر في مجتمعاتنا الإسلامية اليوم ومع كل أسف مجموعة من الرذائل الأخلاقية التي تشكل مصيبة وطامة كبرى في سلم الأخلاق، فهل في ذلك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله الذي دأب على صيام هذا الشهر وقيامه؟!
إن تحسين الأخلاق هو من أوجب الواجبات في هذا الشهر الكريم لكي ندخل الشهر الفضيل وهو شهر الله على بعض الروايات وشهر أمة النبي صلى الله عليه وآله على روايات أخرى ونحن بأتم الجهوزية للتفرغ للعبادة والدعاء والتضرع إلى الله سبحانه لا أن ندخل الشهر ونحن لا نزال نعاني أمراضا أخلاقية متنوعة أيسرها الغيبة والنميمة.
في مجتمعاتنا اليوم تنتشر النميمة بين الناس وكأنها شيء طبيعي، فيحاول أحدهم الإيقاع بين شخص وآخر وينم بينهما وقد لا يكون ما يرويه صحيحا في كثير من الأحيان، وإن من يفعل ذلك فهو من أعداء الله وأعداء رسوله، والقرآن ذكر ذلك في قوله تعالى (هماز مشاء بنميم).
إن بعضنا يعتبر الغضب والثوران دليل قوة وعنفوان في الشخص إن ثار وهاج وغضب لأتفه الأسباب وأخذ حقه بيده كما يقال، ويعتبرون هذا الشخص قويا ويعتمد عليه في الشدائد، في حين أن مثل هذا الشخص بعيد كل البعد عن الأخلاق والدين، والغضب من أسوء الأمور إن لم توضع في مكانها وتقف عند حدها، وهي غالبا ما تؤدي إلى كوارث لا يحمد عقباها.
ومع الأسف كثير منا يظن أنه ذو أخلاق حسنة وفاضلة ولكنه في الواقع بعيد كل البعد عن ذلك وهو بحاجة ماسة لتحسين الأخلاق وتهذيبها، وهذه أفضل فرصة يمكن للمؤمن اغتنامها قبل فوات الأوان، فرصة شهر شعبان فرصة للتوبة وتحسين الأخلاق والعودة إلى جادة الصواب.