على أعتاب الإمام الرضا عليه السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
روي عن فضل أم الإمام الرضا عليه السلام في كتاب عيون أخبار الرضا أنه قد اشترت حميدة المصفاة وهي أم أبي الحسن موسى بن جعفر وكانت من أشراف العجم، جارية مولدة، واسمها تكتم وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة،
حتى أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالا لها، فقالت لابنها موسى عليه السلام: يا بني إن تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها ولست أشك أن الله تعالى سيطهر نسلها إن كان لها نسل،
وقد وهبتها لك فاستوص بها خيرا، فلما ولدت له الرضا عليه السلام سماها الطاهرة، قال فكان الرضا عليه السلام يرتضع كثيرا وكان تام الخلق، فقالت: أعينوني بمرضعة، فقيل لها: أنقص الدر؟ فقالت: لا أكذب، والله ما نقص، ولكن علي ورد من صلاتي وتسبيحي وقد نقص منذ ولدت.
وقد روي في فضل الإمام الرضا عليه السلام ونفس كتاب عيون أخبار الرضا عن علي بن ميثم عن أبيه قال:
سمعت أمي تقول: سمعت نجمة أم الرضا عليه السلام تقول: لما حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحا وتهليلا وتمجيدا من بطني فيفزعني ذلك ويهولني،
فإذا انتبهت لم أسمع شيئا فلما وضعته وقع على الأرض واضعا يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء يحرك شفتيه، كأنه يتكلم فدخل إلي أبوه موسى بن جعفر عليه السلام فقال لي:
هنيئا لك يا نجمة كرامة ربك، فناولته إياه في خرقة بيضاء فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى ودعا بماء الفرات فحنكه به، ثم رده إلي وقال: خذيه فإنه بقية الله تعالى في أرضه.