الإمام الجواد ع شبيه الأنبياء – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
في رحاب الإمامة، تتجلّى أنوار الهداية الإلهية، وتبرز شخصيات أئمة أهل البيت عليهم السلام كنجوم تهدي السائرين في ظلمات الحياة. ومن بين هذه الشخصيات النورانية، يسطع نجم الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام، الذي وُصف بأنه شبيه الأنبياء، لما حاز من صفات ومقامات تشابه بها مع أولي العزم من الرسل.
البشارة الإلهية بولادة الإمام الجواد عليه السلام:
روى كليم بن عمران أنه قال للإمام الرضا عليه السلام: “ادع الله أن يرزقك ولداً”، فأجابه الإمام: “إنما أرزق ولداً واحداً، وهو يرثني”. فلما وُلد أبو جعفر عليه السلام، قال الإمام الرضا لأصحابه: “قد وُلِد لي شبيه موسى بن عمران، فالق البحار، وشبيه عيسى بن مريم، قدست أم ولدته، قد خُلقت طاهرة مطهرة” .
هذا التصريح من الإمام الرضا عليه السلام يُظهر مكانة الإمام الجواد عليه السلام، ويُشير إلى التشابه بينه وبين النبيين موسى وعيسى عليهما السلام، من حيث المعجزات والطهارة والاصطفاء الإلهي.
الإمامة في سن مبكرة: امتحان للأمة:
تولى الإمام الجواد عليه السلام الإمامة بعد استشهاد والده الإمام الرضا عليه السلام، وكان عمره آنذاك حوالي سبع سنوات. وقد أثار هذا الأمر تساؤلات بين الشيعة، إذ كيف يمكن لطفل في هذا السن أن يكون إماماً؟ لكن الإمام الرضا عليه السلام كان قد أشار إلى هذا الأمر، فعندما سُئل عن الإمام بعده، أشار إلى ابنه الجواد عليه السلام، وقال: “وما يضره من ذلك شيء، قد قام عيسى عليه السلام بالحجة وهو ابن ثلاث سنين” .
هذا التشبيه بين الإمام الجواد والنبي عيسى عليهما السلام يُبرز أن الإمامة ليست مرتبطة بالعمر، بل بالاصطفاء الإلهي والعلم اللدني.
وجه الشبه بين الإمام الجواد والنبي موسى عليهما السلام:
وصف الإمام الرضا عليه السلام ابنه الجواد بأنه “شبيه موسى بن عمران، فالق البحار”، في إشارة إلى المعجزة الكبرى التي قام بها النبي موسى عليه السلام عندما شق البحر بعصاه. وهذا التشبيه يُظهر أن الإمام الجواد عليه السلام كان يحمل من الصفات والقدرات ما يجعله شبيهاً بموسى عليه السلام في هدايته للأمة وتحديه للطغاة.
وجه الشبه بين الإمام الجواد والنبي عيسى عليهما السلام:
كما وصف الإمام الرضا عليه السلام ابنه الجواد بأنه “شبيه عيسى بن مريم”، في إشارة إلى الطهارة التي وُلد بها، والمعجزة التي قام بها النبي عيسى عليه السلام عندما تكلم في المهد. وهذا التشبيه يُظهر أن الإمام الجواد عليه السلام كان يحمل من الصفات ما يجعله شبيهاً بعيسى عليه السلام في طهارته ومعجزاته.
وفي الختام نقول:
إن الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام، رغم صغر سنه، كان يحمل من الصفات والمقامات ما يجعله شبيهاً بالأنبياء، وقد أثبت جدارته بالإمامة من خلال علمه وتقواه ومعجزاته. وقد كانت إمامته امتحاناً للأمة، ليرى الله من يثبت على الحق ومن يتبع الهوى.
مواضيع مشابهة
أصفياء الرحمن – 46 – الإمام الجواد عليه السلام شبيه موسى وعيسى عليهما السلام
