رضا الله ورضا الزهراء ع – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام هي واحدة من أعظم الشخصيات في الإسلام، ولها مكانة فريدة عبر الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وآله (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها). تناول الشيخ حسين الكوراني رحمه الله أبعاد هذا الحديث، موضحًا معانيه وسنده وأثره في فهم العقيدة الإسلامية.
حديث (إن الله يغضب لغضب فاطمة)
إن الحديث يمثل دليلًا قاطعًا على العصمة المطلقة للسيدة الزهراء عليها السلام، فالله لا يربط غضبه ورضاه بشخص إلا إذا كان معصومًا تمامًا من الخطأ والزلل. رضا الزهراء وغضبها هو انعكاس تام لرضا الله وغضبه، وهذا ما يجعلها حجة على الأمة.
سند حديث الغضب والرضا
إن هذا الحديث ورد في مصادر إسلامية معتبرة لدى مختلف المذاهب، مما يعزز قوته وسنده، وأكد أن مكانة الزهراء عليها السلام كابنة للنبي صلى الله عليه وآله وزوجة لأمير المؤمنين وأم للأئمة عليهم السلام تجعل شهادتها وأفعالها ذات أهمية كبرى في العقيدة الإسلامية.
عصمة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
من دلالات الحديث الشريف أن أفعال وأقوال الزهراء عليها السلام كانت انعكاسًا للإرادة الإلهية. عصمتها ليست مقتصرة على جانب معين، بل تشمل جميع أبعاد حياتها، مما يجعلها نموذجًا للمسلمين في الالتزام بتعاليم الله.
منشأ الرضا والغضب عند الإنسان
ناقش الشيخ مفهوم الرضا والغضب لدى الإنسان، مشيرًا إلى أن منشأهما ينبع عادة من الانفعالات والمصالح الشخصية. ولكن عند المعصومين مثل الزهراء عليها السلام، فإن الرضا والغضب ينبعان من الالتزام بالحق الإلهي والانسجام الكامل مع تعاليم السماء.
الإنسان الحقيقي: ما كان رضاه من عقله
إن الإنسان المثالي هو الذي يجعل رضاه وغضبه منطلقًا من عقله المستنير بالإيمان، وليس من شهواته أو أهوائه. وقد كانت الزهراء عليها السلام المثال الأسمى لهذا الإنسان، حيث ارتبطت مشاعرها بشكل كامل بالحق والعدل.
