انتصار الإمام الحسن عليه السلام على معاوية – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
يكشف انتصار الإمام الحسن عليه السلام على معاوية بن أبي سفيان أن المسلمين جميعا مجمعون على الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، وأن أنصار معاوية تقوقعوا في الخوارج والنواصب.
وسبب انتصار الإمام الحسن عليه السلام هو تلك المهابة النبوية، وهو مأمور مكلف من قبل الله عز وجل بحمل مهمة.
إن صبر أمير المؤمنين عليه السلام يوم الدار يدل على العظمة في أمير المؤمنين، وصبره عليه السلام يوم الدار هو أعظم مناقبه، وهو أعظم بكثير من قتل عمرو بو ود العامري وخيبر وغيرها، وأعظم من صبر نبي الله أيوب على نبينا وآله وعليه السلام بكثير، فلو ضربنا صبر النبي أيوب بألف لن يصل لبعض صبر أمير المؤمنين عليه السلام، لأنه مأمور أن لا يصلي فلم يصل.
قد يتصوّر البعض أنّ السبب في حبّ الأمّة للإمام الحسين عليه السلام هو مواقفه في كربلاء، وأن هذا هو السبب في تعلّق قلوب الأجيال بالإمام الحسين عليه السلام؟
لكنّ الإمام الحسن عليه السلام لم يقف مثل هذه المواقف الجهادية، وشاركه الإمام الحسين عليه السلام مواقفَه كلّها، والتزم بإمامته، وظلّ بعده عشر سنين ملتزماً بما سُمّي الصلح مع معاوية؟
فما هو السرّ في الإمام الحسن عليه السلام الذي أسقطَ من القلوب كلّ بهارج الإمبراطورية الأموية، وكلّ زخارف وإغراءات تسلّط آل أبي سفيان، وكلّ دهاء الشيطان معاوية، فإذا الأمة بأجيالها مع الإمام الحسن ضدّ معاوية وآل أبي سفيان؟
يعمّق السؤال ويزيده إلحاحاً أنّ الإمام الحسن عليه السلام كان عند وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله في حوالي السابعة من عمره، وأنّه عليه السلام استُشهد في السابعة والأربعين من عمره الشريف، وأبرز ما يعرَف عنه هو الصلح مع معاوية.
وقد تعرّض لأعتى حملات التحريف والوضع والافتراء.
والجواب: نجد السرّ في أمرَين: الأول: المقوّمات الشخصية للإمام الحسن عليه السلام. والثاني: الإعجاز النبويّ في التعريف به عليه السلام. ولا شكّ أنّ المقوّمات الشخصية، والخصائص النفسيّة هي الأصل، فلولاها لما ركّز عليها رسول الله صلّى الله عليه وآله.