ذو اللسانين – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن كون إنسان يحمل طابع النفاق ويتحدث أمام الخلق بوجهين ولسانين أمر يجعله عرضة لعذاب الآخرة، فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: (من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار) فبعضنا قد لا يعي ما حقيقة الكلام الذي يخرج من فمه، إلا أنه في الواقع عبارة عن نار ستلهبان جسده في جهنم.
وإن الرجل ذو الوجهين ووصف بأشنع الأوصاف في الروايات الشريفة وأنه شر عباد الله تعالى، فايضاً عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: (تجدون من شر عبد الله يوم القيامة ذا الوجهين: الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)
وقال صلى الله عليه وآله : (يجيئ يوم القيامة ذو الوجهين دالعا لسانه في قفاه وآخر من قدامه يلتهبان نارا حتى يلتهبان خده، ثم يقال: هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين وذا لسانين، يعرف بذلك يوم القيامة)
وورد في التوراة: (بطلت الأمانة والرجل مع صاحبه بشفتين مختلفتين، يهلك الله يوم القيامة كل شفتين مختلفتين)
وكذلك ورد في صفاتهم عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (أبغض خليقة الله إلى الله يوم القيامة الكذابون، والمستكبرون، والذين يكثرون البغضاء لإخوانهم في صدورهم فإذا لقوهم تخلقوا لهم، والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله كانوا بطاء، وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعا)
فهم إذا دعاهم أحدهم للصلح والمحبة مع أخوانه المؤمنين تجده يتلكأ ويسوف، وإذا دعاه أحد جنود الشيطان إلى المخاصمة معهم هب مسرعاً لنداء الشيطان.
وفي حديث قدسي رواه إمامنا الباقر عليه السلام: (قال الله عز وجل لعيسى ابن مريم عليهما السلام: يا عيسى ليكن لسانك في السر والعلانية لسانا واحدا وكذلك قلبك احذر نفسك وكفى بي خبيرا لا يصلح لسانان في فم واحد ولا سيفان في غمد واحد ولا قلبان في صدر واحد وكذلك الأذهان).