خروج الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن طريق خروج الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء كانت طريقًا طويلة شاقّة، وكان عليه السلام قد اصطحب معه أهل بيته وعياله ونساءه إلى تلك الصحاري اللاهبة والمقفرة.
وكان شخص من الكوفة يدعى عبيد الله بن الحر الجعفي وهو معروف بالقوة والإقدام والشجاعة، لكنه لم يكن ملتزما دينيا، وعندما سمع أن الإمام الحسين عليه السلام متجه إلى أرض العراق ليتجهز لقتال جيش يزيد، وبعدما سمع من طلب أهل الكوفة بأن يحضر إليهم ليقاتلوا إلى جنبه خرج عبيد الله بن الحر من الكوفة هاربا لأن لا يقاتل إلى جانب سبط رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان سبب ذلك هو أن عبيد الله هذا يعلم بقلة الناصر وخذلان الناس لابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، لذلك لم يرد أن يدخل في معركة كان يعتبرها خاسرة بالنسبة له.
كان عبيد الله بن الحر الجعفي محبا للدنيا ولم يكن طالب شهادة بين يدي خير من وطأ الثرى آنذاك، لذلك خرج من الكوفة ظنا منه بأن الحسين عليه السلام متجه إليها ليشد أزره بأهلها، غافلا عن المقصد الحقيقي للإمام الحسين وهو كربلاء.
وعندما وصل الإمام الحسين إلى أرض كربلاء وجد فسطاطا هناك فسأل عنه فعلم أنه لعبيد الله الجعفي، فدخل عليه الإمام عليه السلام فرحب به ترحيبا كبيرا، لكن عندما دعاه الإمام عليه السلام للقتال تراجع ونكص على عقبيه.