قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: نسيم كربلاء
آخر برامج من: الشيخ حسين الكوراني (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

حب الإمام ضمان الفوز – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله

مع اقتراب يوم عاشوراء، وامتلاء المجالس الحسينية بمحبي سيد الشهداء (عليه السلام)، ينبغي أن نقف مع أنفسنا لحظة صدق ونسأل:

هل قدّمنا العزاء كما ينبغي لإمام زماننا؟

هل كانت دموعنا صادقة بما يكفي لإدخال السرور على قلب الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف)؟

الحزن الحقيقي في قلب الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه

حين نقرأ في الروايات كيف كان أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يتفجعون عند ذكر مصاب الإمام الحسين (عليه السلام)، ندرك أن أشد القلوب حزنًا في هذا الزمان هو قلب الإمام المهدي (عج).

فهو القائل في زيارة الناحية المقدسة: “لأندبنّك صباحًا ومساءً، ولأبكينّ عليك بدل الدموع دمًا…”

ليس حزن الإمام ناتجًا عن ذكرى عاطفية فقط، بل عن رؤية استمرار الغفلة عن جوهر عاشوراء، وعن أهداف الثورة الحسينية التي ضحى من أجلها الإمام بفلذات كبده وأصحابه.

ليلة عاشوراء… ليلة الفرز الحقيقي.

في سنة 61 هـ، كانت ليلة عاشوراء لحظة فرز مصيري في الأمة الإسلامية:

من كان صادق الحب للإمام الحسين (ع) التحق به في تلك الليلة، وسجّل اسمه في سجل الفائزين.

ومن كان يدّعي الحب أو يعيش وهم الولاء، تخاذل، وتراجع، وضاع في زحمة التبريرات والخوف والطمع.

مع أن الآلاف من أبناء الأمة كتبوا للإمام رسائل وادّعوا النصرة، لم يبق معه في كربلاء سوى القلة القليلة الذين ترجموا الحب إلى موقف وشهادة وثبات.

هل نحن صادقون في حبنا؟

كل عام نقول من أعماق قلوبنا: “يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزًا عظيمًا”

لكن هل نحن صادقون في هذه الأمنية؟

هل نُظهر في حياتنا العملية والروحية أننا مستعدون لنصرة الإمام المهدي (عج) بنفس الروح التي نُصِر بها الحسين (ع)؟

هل نعيش قيم عاشوراء يوميًا: الصلاة، العدل، التواضع، الحياء، الإنفاق، مواجهة الظلم؟ هل نعد أنفسنا بأن نكون ممن يثبتون ساعة الظهور؟

الحب الصادق للإمام ليس شعارًا يُقال، بل موقف يُتّخذ، وسلوك يُمارس، وثبات يُظهر في زمن الغربة والغموض.

وفي الختام:

إن حب الإمام الحسين (عليه السلام) والحزن على مصابه هو جواز العبور نحو نصرة الإمام المنتظر، وهو الضمان الحقيقي لحسن العاقبة والفوز المبين.

في زمن الظهور، سيُعاد مشهد كربلاء، وسيُعاد الفرز… فهل نكون من الثابتين؟

فلنثبت في حبنا، ولنجعل مجالس العزاء منطلقًا لإصلاح الذات، والتجهّز لليوم الموعود.

مواضيع مشابهة

مجالس الولاء -124- أحداث ليلة عاشوراء

ما هي أعظم ليلة مرت على أهل البيت (عليهم السلام) في أيام محرم؟