هيبة الإمام الحسن عليه السلام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام يتمتع بعدة خصال ومن تلك الخصال الحلم والهيبة، فكما روى ابن عساكر، وابن مندة، عن فاطمة عليها السّلام أنّها أَتَتْ بابنَيها، فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَانِ ابْنَاكَ فَوَرِّثْهُمَا شَيْئاً: فَقَالَ: أَمَّا حَسَنُ، فَلَهُ هَيْبَتِي وَسُؤْدُدِي، وَأَمَّا حُسَيْنُ فَلَهُ جُرْأَتِي وَجُودِي».وفي رواية: «أَمَّا الْحَسَنُ فَقَد نَحَلْتُهُ حِلْمي وَهَيْبَتِي، وَأَمَّا الْحُسَيْنُ فَقَد نَحَلْتُهُ نَجْدَتِي وَجُودِي».
وإن كل إنسان يحمل خصلة من الخصال، لا بد أن تتجلى تلك الخصلة في أفعاله، كذلك الإمام الحسن _كما ورد في الحديث_ كان ذو هيبة وحلم.
أما الهيبة فقد تجلت في شخصيته منذ صغره وحتى شهادته، حيث كان يخشاه جميع أعدائه رغم أن معظمهم كانوا قادة عسكرين حين كان عليه السلام لازال في سنينه الأولى، فقد وقف في حربه نفس أولئك الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وآله والهدف في كلتا الحربين هو القضاء على الإسلام.
لكن الإمام الحسن عليه السلام رغم اضطراره للصلح مع معاوية إلا أنه هو عليه السلام من فرض عليهم شروطه ولم يتمكنوا هم من فرض شرط واحد عليه.
وبذلك الصلح يكون عليه السلام حقق انتصارين: الأول أنه حقن دماء المسلمين، والثاني أنه هو واخيه الإمام الحسين عليه السلام حافظا على دين جدهما رسول الله صلى الله عليه وآله.
والشاهد على ذلك في جواب الإمام السجاد (ع) لإبراهيم بن طلحة عندما سأله عن الغالب في كربلاء: (إذا أرَدتَ أن تَعلَمَ مَن غَلَب، ودَخَلَ وَقتُ الصَّلاة، فَأذِّن ثُمَّ أقِم..!)
مواضيع مشابهة
نسائم شهر الله – 58 – مناقب الإمام الحسن المجتبى عليه السلام