أول شهيد بعد واقعة الطف – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
كان عبد الله بن عفيف الأزدي من أصحاب الإمام علي عليه السلام، وشارك معه في الجمل وصفين، وقد فقد عينه اليسرى في الجمل، كما فقد اليمنى في حرب صفين.
بعد أن استشهد الإمام الحسين عليه السلام، وجيء بأهل البيت عليهم السلام إلى الكوفة، صعد عبيد الله بن زياد المنبر، وبدأ يسب أهل البيت عليهم السلام، فأورد الطبرى وآخرون أن ابن زياد قال:
الحمد لله الذى أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه وقتل الكذاب أبن الكذاب الحسين ابن علي وشـيعته.
ولم يتم كلام ابن زياد حتى نهض عبد الله بن عفيف مخاطباً أياه:
يا بن مرجانة! إنما الكذاب بن الكذاب أنت وأبوك والذي ولاّك وأبوه، يا بن مرجانة! أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بكلام الصديقين.
ثم أمر ابن زياد بإلقاء القبض عليه، فاستنجد برجال الأزد وهي قبيلته بشعارها “يا مبرور”، فعندئذ قام رجال الأزد الذين كانوا حاضرين في المجلس، وخلّصوه من يد جلاوزة ابن زياد، وأخرجوه من هناك، فأرسل ابن زياد من يحاصر بيته، وكانت بنته صفية هي التي توجهه لقتالهم، وبالتالي قبض عليه، وجيء به إلى ابن مرجانة، ثم جرى بينهما كلاماً، فأمر ابن زياد أن تضرب عنقه، ويصلب في كناسة الكوفة، فكان عبد الله أول من استشهد بعد واقعة الطف.