قصة الشهيد عبدالله بن عفيف – الشيخ حسين الكوراني
بعد فاجعة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وبرفقته أهل بيته وأصحابه وسبي حرائر أهل البيت عليهم السلام، ظن بنو أمية وولاتهم أنهم أحكموا السيطرة على البلاد وأثاروا الرعب في قلوب العباد وأنه لن تخرج عليهم أصوات تعارض حكمهم الجائر.
ولم يلبثوا يومان حتى وقف عبدالله بن عفيف الأزدي بوجه عبيد الله ابن زياد عندما صعد على منبر الكوفة وقال: (الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه، وقتل الكذاب بن الكذاب الحسين بن علي وشيعته)
فنهض عبد الله بن عفيف من بين الناس وصاح:(يا ابن زياد، إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ومن ولاك وأبوه، يا عدو الله، أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين؟!
فغضب ابن زياد حتى انتفخت اوداجه.. ثم أمر ابن زياد بإلقاء القبض عليه، فاستنجد برجال الأزد وهي قبيلته بشعارها “يا مبرور”، فعندئذ قام رجال الأزد الذين كانوا حاضرين في المجلس، وخلّصوه من يد جلاوزة ابن زياد، وأخرجوه من هناك، فأرسل ابن زياد من يحاصر بيته، وكانت بنته صفية هي التي توجهه لقتالهم، وبالتالي قبض عليه.
ولما أدخل على عبيد الله ابن زياد ورآه قال: الحمد لله الذي أخزاك ، فقال له عبد الله بن عفيف: يا عدو الله ! وبماذا أخزاني الله ؟ والله لو فرج لي عن بصري ضاق عليك موردي ومصدري ، ثم قال عبد الله بن عفيف: الحمد لله رب العالمين أما إني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة قبل أن تلدك أمك وسألت الله أن يجعل ذلك على يدي ألعن خلقه وأبغضهم إليه ، فلما كف بصري يئست من الشهادة ، والآن الحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها ، وعرفني الإجابة منه في قديم دعائي فقال ابن زياد : اضربوا عنقه ! فضربت عنقه وصلب رضوان الله عليه في كناسة الكوفة، فكان عبد الله أول من استشهد بعد واقعة الطف.