كيف دخل موكب السبايا الشام – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
دخل موكب السبايا من جهة نهر بردى، ويزيد كان على منظرة من جبل جيرون المواجه للباب الشرقي للمسجد الأموي وهو نفس المکان الذي قطع به رأس النبي يحيى عليه السلام، والذي يقع أمامه منطقة النوفرة حيث وقف بها السبايا منتظرين دخولهم لمجلس يزيد.
وقد ذكر أحد بن أعثم في كتابه الفتوح أحداث دخول السبايا إلى الشام حیث قال: دعا ابن زياد زجر بن قيس الجعفي فسلم إليه رأس الحسين بن علي ورؤوس إخوته ورأس علي بن الحسين ورؤوس أهل بيته وشيعته رضي الله عنهم أجمعين. ودعا علي بن الحسين أيضا فحمله وحمل أخواته وعماته وجميع نسائهم إلى يزيد بن معاوية.
وقال: فسار القوم بحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الكوفة إلى بلاد الشام على محامل بغير وطاء من بلد إلى بلد ومن منزل إلى منزل كما تساق أسارى الترك والديلم.
وقال: وسبق زحر بن قيس الجعفي برأس الحسين إلى دمشق حتى دخل على يزيد فسلم عليه ودفع إليه كتاب عبيد الله بن زياد. قال: فأخذ يزيد كتاب عبيد الله بن زياد فوضعه بين يديه، ثم قال: هات ما عندك يا زحر!
فقال زحر: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله عليك وبنصره إياك، فإنه ورد علينا الحسين بن علي في اثنين وثلاثين رجلا من شيعته وإخوته وأهل بيته، فسرنا إليهم وسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم عبيد الله بن زياد، فأبوا علينا فقاتلناهم من وقت شروق الشمس إلى أن أضحى النهار، فلما أخذت السيوف مأخذها من الرجال جعلوا ينقصون إلى غير وزر، ويلوذون منا بالآكام والحفر، كما يخاف الحمام من الصقور، فو الله يا أمير المؤمنين! ما كان إلا جزر جزور أو نومة قائل حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم بالعراء مجردة، وثيابهم بالدماء مرملة، وخدودهم بالتراب معفرة.
وفي رواية أخرى توضح أن الرؤوس دخلت مع السبايا وهي ما روي عن سهل بن سعد الساعدي، قال: خرجت الي بيت المقدس حتي أتيت دمشق، فرأيت أهلها قد علقوا الستور والحجب والديباج، و هم فرحون مستبشرون، و عندهم نساء يلعبن بالدوف، فقلت في نفسي: ألأهل الشام عيد لا نعرفه؟ فرأيت قوما يتحدثون، فقلت: يا قوم! ألكم في الشام عيد لا نعرفه؟
قالوا: يا شيخ! نراك غريبا؟ قلت: أنا سهل بن سعد، رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله [و حملت حديثه]. قالوا: يا سهل! ما أعجب السماء لا تمطر دما، والأرض لم تنخسف بأهلها؟ قلت: و لم ذاك؟ قالوا: هذا رأس الحسين عترة محمد صلي الله عليه و آله يهدي من العراق. فقلت: وا عجبا! يهدي رأس الحسين والناس يفرحون! قلت: من أي باب يدخل؟ فأشاروا الي باب يقال له باب الساعات.