نصائح نبوية في شهر رمضان – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن الخطبة النبوية المباركة في استقبال شهر رمضان ركزت على أمرين مهمين من أعمال هذا الشهر الفضيل: الأول الصيام بشقيه الجوانجي والجوارحي، والثاني قراءة القرآن الكريم، فقال صلى الله عليه وآله فيها: (فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم).
فالصيام إن لم تتحقق أهدافه في تغيير الأخلاق وحسن التعامل لم ينل صاحبة منه إلا الجوع والعطش، فمن كان في ضيافة أحد أو كان أحد في ضيافته يحرص على إنتقاء ألفاظه وتهذيب أفعاله والحياء عن فعل ما يستحله في خلواته، فكيف حال الفرد إن لم يتورع عن معصية الله وهو في ضيافته تعالى.
وقراءة القرآن في هذا الشهر الفضيل له أجره المضاعف عن قراءته في غيره فقد قال صلى الله عليه وآله أيضاً فيها: (ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور).
وذكر صلى الله عليه وآله بعض أهم أعمال شهر رمضان التي تنجي المؤمن يوم الفزع الأكبر فقال: (واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم).
وعن فضل أيام وليالي شهر رمضان قال صلى الله عليه وآله: (فإنها أفضل الساعات، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه).