فضل ليلة النصف من رجب وأعمالها – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله في كتاب إقبال الأعمال قوله: إذا كان ليلة النصف من رجب أمر الله تعالى خزان ديوان الخلائق وكتبة أعمالهم فيقول لهم انظروا في ديوان عبادي وكل سيئة وجدتموها فامحوها وبدلوها حسنات.
فليلة النصف من الرجب ليلة عفو عام هدية من قبل المولى سبحانه وتعالى لعباده، ولكن المحكوم بالإعدام المكرر ليس له حظ من العفو في هذه الليلة المباركة، فحذار أن نكون من هؤلاء الذين لا ينالون حظا من هذا العفو الإلهي.
وإننا لا نعلم في هذه الليلة المباركة -ليلة النصف من رجب- ما إذا كنا ممن عفي عنا فتجووز عن خطايانا الفائتة، أو أننا ممن حكم عليهم بالإعدام المكرر، ومن حكم عليه بالإعدام المكرر فإن غاية ما يناله من صدور هذا العفو العام هو تخفيف حكمه قليلا، وإلا فالإعدام آت لا محالة.
أما كيفية تقييم العقوبة للجرائم المرتكبة من قبل الفرد إنما علمه عند ربي لا نحيط به، فبعض المعاصي الكبيرة كالغيبة والنميمة وهي من أعظم الكبائر يمكن أن يرتكبها العبد خلال يوم بضع مرات لو لم يكن يملك زمام نفسه، والغيبة هي هتك ستر المؤمن، والمؤمن في الروايات أعظم حرمة من الكعبة، فكيف تظن تكون عقوبة هاتك ستر من هو أعظم من بيت الله الحرام؟
أو النميمة التي هي فتنة والفتنة أشد من القتل، فماذا تراها عقوبة من يوقع الفتنة بين الإخوان المؤمنين؟
إن من أهم موجبات الحؤول دون الاستفادة من صك العفو العام في ليلة النصف من رجب أن يكون في رقبتك دين لإخوانك المؤمنين، فمن أكل حقا من حقوق أخيه أو سبب إزعاجا لجاره دون وجه حق أو كذب على أحدهم أو فتن بين اثنين أو استغاب أحد المؤمنين، كيف لهذا أن ينال نصيبه وحظه من العفو العام هذا؟
على المؤمن إن أراد في ليلة النصف من رجب خيرا أن يوفي جميع ديونه الشخصية وأن يعطي حق الناس ولا يدع في عنقه حق من حقوق الناس إلا ودفعه ووفاه.