وصايا استقبال شهر رمضان للإمام الرضا ع – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
تُعدُّ العشر الآواخر من شهر شعبان فترةً روحانية هامة تُهيِّئ المؤمن لاستقبال شهر رمضان المبارك بقلب صافٍ وصدر سليم. وفي رواية شريفة عن الإمام الرضا عليه السلام، ينقل لنا أبو الصلت الهروي مجموعة من الوصايا الثمينة التي تهدف إلى تزكية النفس وحفظ التدين وتجديد العلاقة مع الله تعالى. يتناول هذا المقال أبرز هذه الوصايا مع توضيح معانيها وأثرها في تحضير الإنسان لاستقبال الشهر الفضيل.
فقد ورد في الروايات الشريفة عن الإمام الرضا عليه السلام رواية رواها عنه أبو الصلت الهروي، تضمن عدة وصايا في العشر الآواخر من شهر شعبان، وهذه الوصايا تعد من أثمن الوصايا لأنها تهيئ المؤمن لاستقبال شهر رمضان بقلب صافٍ وصدر سليم.
يقول الرضا عليه السلام: (وَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ)، فتلاوة القرآن في الأيام العادية لها الأثر الكبير على حياة الإنسان، لأنها تساعده على تزكية النفس وحفظ التدين وسلامة المال والعيال، وتعظم آثار تلاوة القرآن في شهر شعبان وبالأخص في الجمعة الأخيرة منه.
كما أنه جاء في خطبة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في استقبال شهر رمضان أأألالبابلانه قال: (وَ مَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ)، فمن المهم جداً في آخر جمعة من شهر شعبان أن ندرب أنفسنا على قراءة القرآن حتى تعقد الهمة على قراءته في شهر رمضان.
ثم قال: (وَتُبْ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكَ لِيُقْبِلَ شَهْرُ اللَّهِ إِلَيْكَ وَأَنْتَ مُخْلِصٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)، والتوبة هي الندم على العمل والعزم على عدم العودة إليه، ولا تصح التوبة إلا بهذين الشرطين، فمن ندم على عدة أعمال ولم يندم على عمل أو أكثر لا يصدق عليه أنه قد تاب فعلاً، وكذلك من من ندم على عمل لكن في نفسه الرغبة في العودة إليه كذلك لا تقبل توبته.
ثم قال: (لَا تَدَعَنَّ أَمَانَةً فِي عُنُقِكَ إِلَّا أَدَّيْتَهَا) والأمانة لها عدة مصاديق، منها: حفظ السر، وعدم البحث عن خبايا الآخرين، وصيانة مال وعرض الآخرين أيضاً من الأمانة.
الخاتمة
تمثل وصايا العشر الآواخر من شعبان، كما روى الإمام الرضا عليه السلام، خارطة طريق للمؤمن لاستقبال شهر رمضان بقلب مطهر وصدر متفتح. فالإكثار من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن يُزكي النفس ويُعزز التقوى، والتوبة الصادقة تُقرب العبد من ربه، وأداء الأمانات يُرسخ قيم الثقة والصدق. لنجعل من هذه الفترة فرصة لتجديد علاقتنا مع الله، ولنجتهد في تزكية أنفسنا استعدادًا لشهر رمضان، شهر البركات والرحمة والغفران.
