دروس من روايات الغدير – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
إن ليوم الغدير عظمة كبيرة لا يعرف أغلب المؤمنون عن عظمته إلا الشيء القليل، ولكن من يعرف عظمة هذا اليوم الأغر هم أهل السماء من ملائكة وأرواح المؤمنين الطاهرة، وقد صورت روايات أهل البيت عليهم السلام بعض من عظمة هذا اليوم ومنها:
ما رواه أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: كنا عند الرضا (عليه السلام) والمجلس غاص باهله فتذاكروا يوم الغدير، فأنكره بعض الناس فقال الرضا (عليه السلام): حدثني أبي عن أبيه (عليه السلام) قال: ان يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض، ان لله في الفردوس الاعلى قصرا لبنة من فضة ولبنة من ذهب، فيه مائة الف قبة من ياقوتة حمراء ومائة الف خيمة من ياقوت اخضر، ترابه المسك والعنبر،
فيه أربعة انهار نهر من خمر ونهر من ماء ونهر من لبن ونهر من عسل، وحواليه أشجار جميع الفواكه، عليه طيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات، إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه،
فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر، فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم وانهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة (عليها السلام)، فإذا كان آخر ذلك اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد امنتم من الخطأ والزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد (صلى الله عليه وآله) وعلي عليه السلام، ثم قال:
يا بن أبي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين (عليه السلام)، فان الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة، ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر، والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، فأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة، ثم قال:
يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان، مستقلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صبا، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم، والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات، ولولا أني أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم وما أعطى الله فيه من عرفه ما لا يحصى بعدد.