في رحاب شهر رجب – الشيخ حسين الكوراني رحمه الله
شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي جعلها الله فرصة لتعزيز العلاقة معه سبحانه وتعالى. يُعتبر هذا الشهر مدخلًا لشهر شعبان، وشهر شعبان بدوره تمهيد لشهر رمضان، مما يجعل منه بداية الدورة العبادية السنوية التي تهيئ المؤمن روحيًا ونفسيًا لاستقبال أعظم الشهور.
شهر رجب: مدخل لشهر رمضان
إن شهر رجب هو المدخل لشهر شعبان، وشهر شعبان هو المدخل لشهر رمضان. في هذه الدورة العبادية، يتضاعف مستوى الثواب على الأعمال، حيث يصل إلى ذروته في شهر رمضان.
الدعاء في شهر رجب
من أفضل أعمال شهر رجب الدعاء المروي عن الإمام الصادق عليه السلام. فقد رُوي عن محمد السجاد أنه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك هذا رجب علمني فيه دعاء ينفعني الله به. فقال لي أبو عبد الله عليه السلام:
“اكتب بسم الله الرحمن الرحيم وقل في كل يوم من رجب صباحًا ومساءً وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك:
يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر، يا من يعطي الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنّنًا منه ورحمة، أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة، فإنه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم.
ثم قال الإمام عليه السلام: “يا ذا الجلال والإكرام، [يا ذا النعماء والجود] يا ذا المنّ والطول، حرّم شيبتي على النار”. وفي حديث آخر، وضع الإمام يده على لحيته ولم يرفعها إلا وقد امتلأ ظهر كفه دموعًا.
أهمية الدورة العبادية
شهر رجب يعد بداية الدورة العبادية التي تهيئ المسلم للارتقاء الروحي في شهر شعبان ثم في شهر رمضان. إذا أكمل المسلم هذه الدورة بنجاح، فإن حجه سيكون مبرورًا إن كتبه الله من حجاج بيت الله الحرام. ومما يُقرأ في دعاء شهر رمضان: (أن تكتبني من حجّاج بيتك الحرام، المبرور حجّهم، المشكور سعيهم…).
خلاصة
شهر رجب فرصة للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والدعاء، وهو إعداد روحي للمسلمين لاستقبال شهر رمضان بنفوس نقية وقلوب عامرة بالإيمان.
