كراهة الطلاق في الإسلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ)
إن مسألة الطلاق من أكثر المسائل المبغوضة في الإسلام وإن حلت شرعاً، حتى إنه روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: (أوصاني جبرئيل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبينة).
إن وجود المرأة في البيت هو الذي يسيطر على الحياة، فهي التي تتحكم في جو الأسرة وهي تربي عقول الأطفال، إما أن تكون صالحة فتطفي عليه الراحة والسعادة وإما أن تجعل بيتها جحيما عليها وعلى زوجها وأولادها.
لذلك المرأة إذا تعرضت للطلاق تنعكس تلك الحالة سلباً على أسرتها، فعلى الرغم من كون الطلاق محللاً إلا إن كان من غير استحالة في الحياة المشتركة فهو بأمر النبي صلى الله عليه وآله منهي عنه، ولا يصح لمجرد خلاف أو كلمة جارحة من الزوجة أن يأتي رب الأسرة ليهدم بنيان أسرته.. نعم إن احترام الزوجة لزوجها أمر ضروري، لكن أيضاً ينبغي أن يكون الاحترام متبادلاً حتى يصبح بنيان الأسرة مختلاً.
فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: (مر رسول الله صلى الله عليه وآله برجل فقال: (ما فعلت امرأتك؟) قال: طلقتها يا رسول الله، قال: (من غير سوء؟!) قال: من غير سوء. فقال الباقر عليه السلام: (ثمّ إن الرجل تزوج فمر به النبي صلى الله عليه وآله) فقال: (تزوجت؟) فقال: نعم، ثمّ مر به ، فقال : (ما فعلت امرأتك؟) قال: طلقتها، قال: (من غير سوء؟!) قال: من غير سوء) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن الله عزّ وجلّ يبغض كل ذواق من الرجال وكل ذواقة من النساء).
فالله تعالى يقول: (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) والميثاق هو الزواج، فهو أقدس رابطة بين الرجل وزوجته، لذلك حرص الإسلام على عدم هدم هذا البنيان، وجعل للطلاق مقدمات وأحكام ومحاولات للصلح بينهما، خاصة إن كان للزوجين أبناء، فطلاق الأبوين بالنسبة لهم يعني دماراً لحياتهم واختلال شديد لاستقرارهم، وقد يعرضهم للانحراف وللجريمة.
فإن كان ولا بد حصل الطلاق فالشريعة أوجبت على الرجل تأمين السكن والنفقة للزوجة حتى انتهاء عدتها إن لم تكن حاملاً وإن كانت حاملة فأوجب عليه النفقة والسكن حتى تضع حملها.
مصائب العقيلة زينب عليها السلام بعد عودتها من كربلاء.