تأملات في سورة الناس 2
إن الاستعاذة المتكررة من الشيطان في سورة الناس مطلوبة لجهات : أولها أن وسوسة إبليس خفية وليس كالعدو الظاهر للعيان،
ولذا عدّ جهاد النفس هو الجهاد الأكبر ، ولأن الإنسان يجاهد شيطاناً لا يرى ، ويريد تزكية نفس لا ترى.
إن وسوسة إبليس تأتي من قبل عدويّن ،الأول الجنّة وهم خلق خفي يوسوس في قلب الإنسان مباشرة.
إن الوسوسة الثانية تأتي من شياطين البشر ، والذي يزينون المعصية عبر الأذن لا القلب ، لذا على المؤمن الامتناع عن مجالسة أهل الريب والزيغ لكي يسد منافذ الوسوسة .
إن الفعل ( يُوَسْوِسُ) فعل مضارع يفيد الاستمرارية ، فالشيطان يوسوس للإنسان من ساعة البلوغ وحتى ساعة الوفاة ، وعليه فإن الإنسان إذا أراد أن يبطل كيد الوسوسة، لابد أن يكون في حال استعاذة مستمرة ( أعوذ ) .
اسعينَّ في ذكر الله عزّ وجل ، لأن إبليس لايغفل عن الوسوسة إلا عند الذكر ، قال النبي (صلى الله عليه وآله): (إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله -سبحانه- خنس، وإن نسي التقم قلبه) ! .
إن صديق السوء أو الزوجة المردية لزوجها في المهالك يستعاذ منهما بمفارقتها ، وكذلك الوالدين المعتادين للغيبة وأكل لحوم الناس على الإبن عدم مجاراتهما (وَإِنْ جَاهَدَاكَعَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) .
إنّ هناك تصرفاً إلهياً في قلوب بعض العباد ينجيهم به الله عز وجل من الدخول في المعصية (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) وياله من تسديد !.
أنظر أيضا:
سورة الناس – القرآن الكريم
تأملات في سورة الناس 1