أدب الاستماع للقرآن الكريم، الشيخ حبيب الكاظمي.
إن المؤمن إذا بلغ مرتبة عالية من الحب الإلهي يتعامل مع كتاب الله تعالى كتعامله مع من يحب.
إن المؤمن يعتقد أن القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى التشريعي، والذي يقود الإنسان لمعرفة ربه ورضاه ومحبته، لذا يتعامل بأدب بالغ مع الكتاب عند القراءة والإنصات والاستماع للقرآن الكريم.
إن البعض يعلق الكتاب في منزله كزينة، أو يحبسه في صندوق مزخرف بدعوى حفظه وصونه، والحقيقة أن حفظ كتاب الله يكون في تلاوته ومدارسته، وتكريمه يكون بتطبيق ما دعى إليه.
إن البعض في صلاة الجماعة يعيش الحركات مع الإمام قياما وقعودا ولا يتفكر في الآيات التي يتلوها الإمام، فيوفت على قلبه فرصة ثمينة للطهارة والتزكية.
إن من يستشعرون عظمة القرآن في قلوبهم تتفاعل جوارحهم مع الآيات، ويخرون للأذقان سجدا ويبكون عند الاستماع للقرآن الكريم، فيزيدهم الله تعالى بذلك خشوعا له وقربا منه.
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) إن الإنسان إذا لم يكن منصتا كما ينبغي تبتعد عنه رحمة رب العالمين وكفى بهذا بلاء، أما من استمع وأنصت فمن الممكن أن تنزل عليه رحمة من رحمات رب العالمين وكفى بها نعمة.
إن الملفت والمؤسف أن البعض يستمع لآيات العذاب والوعيد فلا يخشع قلبه ولا تتأثر نفسه، بل تجده لاه الفكر منشغل بالتوافه، أليس هذا إدبار قلبي وسوء أدب مع القرآن الكريم؟!
