فتح مكة المكرمة
إن فتح مكة المكرمة كان هو النصر الباهر الذي انهدم به بنيان الشرك في جزيرة العرب، وتحطمت أصنام الوثنية على يد أميرالمؤمنين عليه السلام حين رقى كتف النبي صلى الله عليه وآله وحطم الأصنام المعلقة فوق سطح الكعبة.
إن الفتح عملية تدريجية؛ بدأت بمكافحة الشرك في معركة بدر الكبرى وما تلاها حتى تم النصر والفتح معا في فتح مكة، ولذا الطريق إلى رب العالمين يلزم الصبر والمثابرة.
إن رب العالمين يحب ظاهرة دخول الناس في دين الله أفواجا والبعض في دول الغرب له همة في إرشاد الناس وإدخالهم في دين الإسلام وهذا تشبه بالنبي الآكرم صلى الله عليه وآله وهذا أمر محبب للشارع الأقدس.
إن هناك فرقا بين من همه إصلاح نفسه فقط بقيام الليل وصيام النهار وبين من يقوم بالدعوة إلى الله تعالى و استنقاذ الأمة، ولذا ورد في الرواية(إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء).
إن في نهاية السورة يأمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله وكل المؤمنين بثلاثة أمور ليجسد آلاء الشكر ويتخذ الموقف الإيماني المناسب من النصر الإلهي وهي التسبيح والحمد والاستغفار.
إن الفتح الإلهي يستلزم التسبيح مع حمد الرب المتعال، وهناك معنى آخر لمطلوبية التسبيح وهي الاستعانة فسبح مستعينا بحمد ربك حتى تنزهه عن كل نقص.
إن حقيقة التوبة الاستغفار ومن المعلوم أن التائب الذي يعود إلى الله جل ثناؤه ما عاد مذنبا، فالمطلوب من كل عبد أن يعود إلى الله عز وجل بعد أن يستغفره من أي تقصير.