إضاءات على الخطبة الفدكية – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن القرآن هو خاتم الكتب السماوية، والدين الإسلامي خاتم وناسخ لجميع الأديان الإلهية السابقة، والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله خاتم الأنبياء والمرسلين، وأوصيائه عليهم السلام خاتمة الأوصياء.. فما جاء في القرآن الكريم وصدر من النبي صلى الله عليه وآله وأوصيائه عليهم السلام يمثل القمة في كل شيء.
- هنالك خمس خطب في تاريخ الإسلام لو عمل بها المسلمون بمضامينها لكانوا اليوم على خط ومنهج واحد، ولما ظلم بعضهم بعضاً، ولما تسلط الأعداء عليهم، ألا وهي خطبة الوداع، والخطبة الشقشقية لأمير المؤمنين عليه السلام والخطبة الفدكية للسيدة الزهراء عليها السلام وخطبة إمامنا السجاد عليه السلام وخطبة مولاتنا زينب عليها السلام.
- عندما خرجت السيدة الزهراء عليها السلام مطالبة بحقها وحق بعلها أمير المؤمنين عليه السلام وصفت بأنها (تطأ ذيولها): (ثم أقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها).. ومن الممكن أن يكون سبب هذا الوصف؛ لأن ظهرها احدودب وانحنى لما جرى عليها من المصائب والمتاعب.
- عندما خرجت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام إلى القوم للمطالبة بحقها، استخدمت أسلوباً لم يكن معهوداً من قبل، إذ أنها لم تبسمل -ابتداءً- وتثني على الله عز وجل وتصل على النبي صلى الله عليه وآله.. ولكن بمجرد أن ضربت الملاءة بينها وبين القوم، أنت أنة أجهش القوم بالبكاء والنحيب، ومن ثم أمهلت القوم يبكون بكاءً طويلاً، حتى إذا هدأت فورتهم وسكنت روعتهم افتتحت الكلام بالحمد لله والثناء عليه والصلاة على أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله.
- معنى قول السيدة الزهراء عليها السلام: (لَمَّا اخْتارَ اللّهُ لِنَبِيِّهِ دارَ أنْبِيائِهِ وَمَأْوى أصْفِيائِهِ، ظَهَرَ فيكُمْ حَسيكَةُ النِّفاقِ) أي: بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ظهرت أحقادكم الدفينة التي كانت في قلوبكم، أحقاداً بدرية وحنينية وخيبرية، فعلى أثرها أقصوا علياً عليه السلام عن حقه.
- من أنكر التوسل بالسيدة الزهراء عليها السلام وبأبيها صلى الله عليه وآله وبعلها وبنيها عليهم السلام لم يفهم روح الإسلام؛ لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، فكما يجوز التوسل بهم في حياتهم، يجوز التوسل بهم بعد وفاتهم عليهم السلام.