قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا …) الجمعة : 5
لقد نزل القرآن من باب: ( إيَّاكِ أعني واسمعي يا جارة ) ، فعدما يقول تعالـى في اليهود: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا) فهذا الخطاب غيـر مختص بأحبار اليهود ورهبانهم فحسب ، بل يشمل ـ أيضاً ـ المُسلمين الذين لم يحملوا القرآن على أحسن وجه.
عندما يُفسِّر العلماء كلمة: ( تبيان أو بيان أو كتاب مبين ) يقولون بأنَّ البيان يُقابِل الإبهام ، ولهذا سُمِّيـت البهيمة بهيمة؛ لأن البهيمة لا يُعلَم ماذا تقول ، فالإبهـام صفة لكلام الحيوان ، والبيان صفة لكلام الله سبحانه وتعالى.
من أهمّ الأدلة على أنَّ رهبان اليهود وقساوستهم لم يحملوا التوراة والإنجيل حقَّ حملهما: هو عدم إيمانهم بما بشَّر به موسى وعيسى عليهما السلام بظهور النَّبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) بل وحاربوه أيضاً (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ) .
البعض يدرس الدراسة الدينيَّة ويقول: ما استفدتُ شيئـاً، أو يقول: قرأتُ كتابـاً ولم أفهم منه شيئاً ! نقول: العلم نـور يقذفه الله في قلب من يشاء ، فانظر إلـى سلوكك ، لعلك مُتَّسم بالظلم وأنت لا تعلم ، كأن تكون قد ظلمت أحد أفراد أسرتك أو غيرهم (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).. !
أنظر أيضا:
في الحاجة إلى تهذيب الأخلاق
علماء الضلال وعلماء العمل