من صفات إمامنا السجاد عليه السلام عندما يقف أمام رب العالمين للصلاة كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: (كانَ عليُّ بنُ الحسينِ عليهما السلام إذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ اقشَعَرَّ جِلدُهُ، واصفَرَّ لَونُهُ، وارتَعَدَ كالسَّعَفَةِ) لأنه يعرف بين يدي من يقف وإلى من يصلي، فعلى المؤمن دائما السعي لتحصيل الصلاة الخاشعة كإمامه زين العابدين عليه السلام.
كان إمامنا زين العابدين عليه السلام يتهيأ قبل الصلاة لأنه يعلم أنه مقبل على لقاء مصيري مع رب العالمين، فلا بد له من التهيؤ المسبق قبل الصلاة، وهذا درس عملي لمن يريد الوصول إلى الصلاة الخاشعة.
من أراد أن يعرف معنى صوم الخواص وخواص الخواص، فعليه أن يتأمل فيما روي عن إمامنا الصادق عليه السلام عندما قال: (كانَ عَليُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام إذا كانَ شَهْرُ رَمَضانَ لَمْ يَتَكَلَّمْ إلّا بِالدُّعاءِ وَالتَّسْبيحِ وَالاِسْتِغْفارِ وَالتَّكْبيرِ فَاِذا أَفْـطَرَ قـالَ عليه السلام: اَللّهُـمَّ إنْ شِئْتَ أَنْ تَفْعَلَ فَعَلْتَ).
إن مقام التفويض من أعلى صور العبودية لله رب العالمين، فهذا إمامنا زين العابدين عليه السلام يمرض مرضا شديدا في زمان أبيه الحسين عليه السلام، فيقول له أبوه الحسين عليه السلام كما في الحديث: ما تَشْتَهي؟ فيقول إمامنا السجاد عليه السلام: أشْتَهي أنْ أكُونَ مِمَّنْ لا أقْتَرِحُ عَلَى اللّه ربّي ما يُدبِّرُهُ لي.
لقد كان الإمام السجاد عليه السلام مظهر رحمة الله وشفقته في أرضه على خلقه، ففي الحديث عن إمامنا الصادق عليه السلام أنه قال: قال علي بن الحسين عليه السلام لابنه محمد عليه السلام حين حضرته الوفاة: إنني قد حججت على ناقتي هذه عشرين حجة فلم أقرعها بسوط قرعة فإذا نفقت فادفنها لا تأكل لحمها السباع، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة، وبارك في نسله..).

مواضيع مشابهة

الأقمار المنيرة – 13 – خصائص الإمام زين العابدين عليه السلام

أحاديث في حزن السجاد (ع) وبكائه على شهادة أبيه