أركان زيارة الإمام الحسين ع – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن زيارة الأربعن أصبحت معلماً عالمياً وأصبح العالم كله يشير بإصبعه إلى كربلاء في هذا اليوم، بل قد دخل هذا التجمع في موسوعة غينس للأرقام القياسية، فما من مكان في العالم ولا من يوم في طيلة العام يشهد تجمعاً بشرياً بقدر ما تشهده كربلاء في يوم الأربعين، حتى في يوم شهادة الإمام الحسين عليه السلام يوم العاشر من محرم.
- كما أن للصلاة أركان وللصيام والحج كذلك لهما أركان، أيضاً لزيارة الحسين عليه السلام لها أركان، ومن أركان تلك الزيارة: المعرفة، فليس من الجيد أن تقبل على زيارة الإمام الحسين عليه السلام وأنت لا تملك المعرفة الكافية بقدره.
- من تلك المعرفة المطلوبة أن تعتقد بحياته، فلا تخاطبه إلا وأنت موقن بأنه حي عند الله تعالى يسمع كلامك ويرى مكانك.. فالله تعالى يقول: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وهذه الآية توضح مكانة الشهداء عند الله تعالى فكيف بحال سيد الشهداء عليه السلام؟!.
- إن من الأدلة على حياة الإمام الحسين عليه السلام هي ما روي عن حفيده الصادق عليه السلام أنه قال: (وانه لينظر إلى زواره وانه أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وما في رحالهم من أحدهم بولده، وانه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له ويقول: أيها الباكي لو علمت ما أعد الله لك لفرحت أكثر مما حزنت وانه ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة).
- ومن أركان زيارة الحسين عليه السلام: أن تكون حسينياً في جميع حالاتك وليس فقط في مناسبات محرم وصفر وعند الزيارة، بمعنى أن يكون ذكر الحسين عليه السلام مستأثراً على قلبك، فلا تشرب ماء عذباً إلا وذكرت معه عطش الحسين عليه السلام.
- إذا ذكرت الحسين عليه السلام في أي مكان وزمان فتوجه إلى كربلاء وقل: “السلام عليه يا أبا عبدالله” فعن الإمام الصادق عليه السلان أنه قال له أحد أصحابه: إني كثيرا ” ما أذكر الحسين صلوات الله عليه فأي شئ أقول؟ قال: (قل:صلى الله عليك يا أبا عبد الله، تعيد ذلك ثلاثا، فان السلام عليه يصل من قريب وبعيد).
- من أركان زيارة الحسين عليه السلام هي التحول الباطني، فلا ترجع من زيارته إلا وقد رجعت بخلق جديد، فالإمام الصادق عليه السلام يقول: (من زار قبر الحسين بن علي عليهما السلام جعل ذنوبه جسرا على باب داره، ثم عبرها كما يخلف أحدكم الجسر وراءه إذا عبره).