السفر الأبدي والاستعداد له، الشيخ حبيب الكاظمي.
لا بد من سفر الآخرة لكل إنسان، فالجميع راحل لا محالة في هذا السفر الأبدي، ولو قدر الله لأحد أن لا يموت، لقدر ذلك لنبيه الكريم صلى الله عليه وآله الذي قال عنه سبحانه:(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ).
الموت خلق مهم من خلق الله تعالى:(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) وقدم الموت؛ لأنه أجلى وأوضح من الحياة الدنيا، فهو مقدمة لحياة ممتدة أبدية، فعند خروج الجنين من بطن أمه يعيش سنوات معدودة في هذه الدنيا،ثم ينتقل إلى حياة أبدية، فالدنيا مخلوق حقير، قصير الأمد، مقارنة بالموت الأبدي الذي يتحدد فيه مصير الإنسان.
الهدف من الخلقة أن يكون العبد من أحسن الناس عملا في كل شيء(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)، فالمهم أن يقدم الإنسان عمله بأحسن ما يستطيع منتظرا السفر الأبدي، فتكون صلاته أحسن صلاة، وتربيته لأولاده أحسن تربية، ومعاشرته لزوجته أحسن معاشرة، وهذا المعنى لا يدعيه أحد، والنقصان واقع لا محالة، ولكن هنيئا لمن يتدارك النقص ويتحسر على كل تقصير.
من سعادة المرء أن يختم حياته وهو على طاعة، وليس له أن يعجب بصلاة أو صوم أو حجة ونحو ذلك، فهذا الشمر بن ذي الجوشن بدأ حياته في الجهاد مع أميرالمؤمنين عليه السلام وختمها بقتل سيد الشهداء عليه السلام، بينما الحر أدخل الرعب على قلوب الهاشميات وختمها بالشهادة مع الحسين عليه السلام.. عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:(من مات على شيء بعثه الله عليه) فالأمور بخواتيمها.
… .