آداب الدعاء – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن المعاصي التي لا تتبعها توبة وإنابة توقع العبد في دائرة المبغوضين عند الله عز وجل، وما قيمة العبد إذا لم ينظر رب الأرباب إليه ولم يقبل منه؟
- إن من يريد الإقبال على الله عز وجل عليه أولا أن يزيل الموانع وأولها معرفة ما يبغضه الحق المتعال فيتجنبه.
- إن بعضهم يجمع بين أفعال المؤمنين وأفعال الفسقة، فهو يصلي في المسجد جماعة مع المؤمنين ولكنه قد يظلم زوجه أو خادمه أو يمتنع عن أداء الحقوق الشرعية، والقرآن الكريم يصرح (إن الله لا يحب المعتدين).
- إن تهاون العباد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجلب النقمة، وأولها تسلط شرار الخلق على رقاب العباد وعدم استجابة الدعوة. يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم.
- إن المؤمن يغوص في بحر قلبه مفتشا كالغواص الذي يتحرى اللؤلؤ والمرجان، فإذا لم يجد في باطنه غير حب الله عز وجل فإن أي دعاء يدعوه العبد سيتحقق له لأنه دعاء من وصل إلى حقيقة التوحيد، وقد حقق آداب الدعاء.
- إن من الملفت أن الأمة حين سكتت عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام بالدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ابتليت بظلم بني أمية ثم بظلم بني العباس ودعت للخلاص فلم يستجب لها لأنها لم تلتزم بـ آداب الدعاء.
- إن العبد المراقب ينتبه لحديث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: مر موسى عليه السلام برجل من أصحابه وهو ساجد وانصرف من حاجته وهو ساجد فقال عليه السلام: لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك، فأوحى الله إليه لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبلته أو يتحول عما أكره إلى ما أحب.
- إن استجابة الدعوة ليست دائما علامة على مرضاة الله عن العبد، فبعضهم تستجاب دعوته من باب الإملاء الإلهي فتكون الاستجابة طريقا للتوغل في المعصية المهلكة.