مراقبة الباطن – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن من الجميل أن يراقب الإنسان الخواطر التي تمر على قلبه هل هي خواطر رحمانية أم شيطانية، والإمام الصادق عليه السلام يقول (تبحروا قلوبكم). هذا الإنسان بالمجاهدة يستطيع تطهير قلبه حتى يصفى ويقبل على الله عز وجل.
- إن هناك أدبا للطهارة غير طهارة الثوب وسبوغ الوضوء وتعطير البدن للإقبال على الله، وهو أدب طهارة الباطن بتنظيفها من الهواجس، والإمام الصادق عليه السلام ينبهنا قائلا: (تحبروا قلوبكم فإن أنقاها الله من حركة الهواجس لسخط الشيء من صنعه فإذا وجدتموها كذلك فاسألوه ما شئتم).
- إن من التناقش العجيب أن يطوف العبد حول الكعبة المشرفة وهو يرجو القرب ولكن في أعماق قلبه يعيش السخط والتبرم على قضاء الله تعالى، فالوصول إلى أسرار العبادات إنما يكون بالتسليم التام لقضاء الله عز وجل.
- إن المؤمن يغوص في بحر قلبه مفتشا كالغواص الذي يتحرى اللؤلؤ والمرجان فإذا لم يجد في الباطن غير حب الله عز وجل فإن أي دعاء يدعوه العبد سيتحقق له لأنه دعاء من وصل إلى حقيقة التوحيد.
- (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) هذه الآية الكريمة تعيش في الباطن، فهي مقدمة لحقيقة أن ما كتب لنا فيه صلاحنا، فالنتيجة إذن قل لن يصيبنا إلا ما فيه صلاحنا.
- إن من آداب الدعاء المستجاب دعوة السر، فالذي يخلو مع رب العالمين ويدعو في جوف الليل حيث لا شبه رياء ولا سمعة، هذا الدعاء له مزيته من جهة التوفيق والاستجابة الإلهية.
- إن الدعاء بعد قراءة القرآن الكريم له موقعه من الاستجابة، ولذا فالعبد لا يفوت هذه اللحظة المباركة والتي يدلنا عليها الحديث المروي عن الإمام الحسين عليه السلام (من قرأ القرآن كانت له دعوة مجابة إما معجلة أو مؤجلة).