صراط المؤمن في الدنيا والآخرة
إن القرآن كله في كفة وسبع المثاني في كفة أخرى وهي سورة الحمد لأنها على بعض الوجوه تثنى في كل صلاة ولا صلاة إلا بفاتحة الكتاب.
إن المؤمن يبدأ في سورة الفاتحة بذكر الرحمة العامة ثم الرحمة الخاصة حتى يصل لآية (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) وهو أهم طلب يطلبه الإنسان ليس في سورة الفاتحة فحسب بل في كل حياته.
إن للصراط معنى في الدنيا ومعنى في الآخرة وبتعبير أدق إن صراط المرء في الدنيا يحدد صراطه في الآخرة والصراط المستقيم أن تطيع الله في كل شأن أنت فيه.
إن الصراط المستقيم في التجارة هو أن لا ترابي ولا تجحف بحق الآخرين ولا تحتكر، والصراط المستقيم في الحياة الزوجية أن لا تظلمها وتؤذيها وغير ذلك وفي كل حركة هناك صراط مستقيم.
لماذا قلنا إن الطاعة هي الصراط المستقيم ؟
إن الآية القرآنية تبين لنا هذا المطلب:(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ) ونحن نطلب في سورة الفاتحة من الله سبحانه (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) وليس صراط النبيين والصديقين والشهداء إلا الطاعة لله سبحانه.
وفي آية أخرى أكثر صراحة يذكر الله سبحانه ما هو الصراط المستقيم :(إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)، فبمقدار عبوديتك لله سبحانه أنت على الصراط المستقيم.
إن أهل البيت عليهم السلام وهم أدرى بالبيت قد فسروا لنا ما هو معنى الصراط وهي روايات كثيرة كلها تعود إلى جوهر واحد يقول الرواي:(سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ اَلصِّرَاطِ فَقَالَ هُوَ اَلطَّرِيقُ إِلَى مَعْرِفَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ..)
ما هي ماهية الصراط في الآخرة ؟
إن الإمام الصادق عليه السلام بين لنا ماهية الصراط في الآخرة فقال عليه السلام:(هُوَ أَدَقُّ مِنَ اَلشَّعْرِ، وَأَحَدُّ مِنَ اَلسَّيْفِ..)؛ أي أن أقل غفلة من الإنسان قد تسقطه من على هذا الصراط فيهوي في نار جهنم.
أقسام الناس في العبور على الصراط يوم القيامة
يبين لنا الإمام الصادق كيفية عبور الناس يوم القيامة على الصراط وعلى المرء أن يتأمل من أي صنف هو:(فَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ مِثْلَ اَلْبَرْقِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ مِثْلَ عَدْوِ اَلْفَرَسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ مَاشِياً، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ حَبْواً وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ عَلَيْهِ مُتَعَلِّقاً فَتَأْخُذُ اَلنَّارُ مِنْهُ شَيْئاً وَتَتْرُكُ مِنْهُ شَيْئاً)
النبي موسى يسأل الله سبحانه عن أجر من يتلو حكمة الله
إن النبي موسى سأل الله سبحانه عن أجر الذي يتلو حكمة الله والحكمة آنذاك هي التوراة وفي زماننا الحكمة هي القرآن الكريم فجاء الجواب من الباري سبحانه وتعالى:(قَالَ يَا مُوسَى يَمُرُّ عَلَى اَلصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اَلْخَاطِفِ).
أنظر أيضا:
الفرق بين الصراط والسبيل