علماء الضلال وعلماء الهدى
إن طلبة علم الدين على أصناف كما قرر ذلك الأمير (عليه السلام) (طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف ؛ ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم) أي لا تغتروا بكُّل عالم ، فهؤلاءِ على أقسام مختلفة.
إن البعض يتزي بزي العالِم الورع الذي ظاهرهُ خاشِع وباطنه مُصانع ، وقد يبكي أمام النّاس ، ولكن لا ورعَ له وهو من علماء الضلال وما يفضحه هو كثرة جداله وخصامه لإظهار حجته وعلمه!.
إن البعض يتكبّر بعلمه على أشباهه ويتواضع للأغنياء طمعاً لما في أيديهم من الأموال والعطايا ، فيرضيهم بما فيه هلاك دينه وآخرته ، فالمؤمن المراقب له حذر من هذا الصّنف .
إن أمير المؤمنين (عليه السلام) يدعو بالموت على طالب العِلم الذي ظاهرهُ خاشِع، ولكن لا ورعَ له ( فدقّ الله من هذا حيزومه، وقطع منه خيشومه) !.
علماء الضلال وعلماء الهدى
إن المؤمن الورع لا يخلو من طلب الفقه والعلم ، لذا لا تراه لاهياً مقهقهاً ، بل تحوطه كآبة مقدسة .
إن المؤمن الطالب للفقه ، يعيش خَشية في القَلب، وعَملٌ في الخارج، والفِقهُ في إدراكه، فهو: فقيهٌ عاملٌ خائفٌ،
وفي تعبير الأمير (عليه السلام) : ( قَد قامَ اللّيل في حندسه، وقَد انحنى في بُرنسه، يَعمل ويَخشى ) .
إن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يدعو للفقيه العامل الخائف (فشدَّ اللهُ من هذا أركانه، وأعطاهُ يومَ القيامةِ أمانه)
فمن تكون هذه صفاته فإنّ الله سبحانه وتعالى يعطيه القوة في الدنيا والأمن في دار الآخرة ، ويالها من عطيّة!.
أنظر أيضا:
خير الزاد – 1006 – مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا
الخطبة ١٨: في ذمّ اختلاف العلماء في الفتيا