الآمال الصادقة والكاذبة في حياة العبد
إن المؤمن لا يوطن نفسه على طول الأمل في الحياة الدنيا ، لأن منشأه الجهل وحب الدنيا، وهذا هو ما أردى أهل الجهل والضلال .
إن الأمل الممدوح هو في إتيان العمل الذي تكون عاقبته إلى خير الدنيا ، كإرضاع المولود وتعهده ليكون ولداً صالحاً ، أو في غرس الزرع ليستفاد منه في قوت الأهل و العيال ونحوه ، لأن (من لا معاشَ له لا معادَ له) كما هو المأثور عن أمير المؤمنين (عليه السلام) .
إن المؤمن من الممكن له أن يرزق شدّة الأمل بالله تعالى ؛ وذلك حين يقطع أمله في الدنيا، فلا يتّكل إلا على من بيده مقاليد السموات والأرض .
إن من أسخف الحركات أن يتزلف المخلوق لمخلوق مثله ، ويؤمل منه جلب النفع أو دفع الضر، فهو يرجو المخلوق وينسى الخالق، والرب المتعال يقسم في الحديث القدسي:(وعزتي وجلالي لأقطعن أمل كلّ من يؤمل غيري باليأس، ولأكسونه ثوب المذلة .. ) .
إن توسعة الدّار على العيال وإكرام الضيوف حركة للآخرة لا للدنيا ، ولكن زخرفة الدّار وتأثيثها بالتُّحف هذه حركة للدنيا وليست للآخرة ، ومن المعلوم أن المؤمن عمله أخروي والجاهل عمله دنيوي .
إن طول الأمل في الحياة هي أول الخواطر المُردية في حياة العبد ، لأنه يسلب العقل كما ورد في الحديث الشريف عن العترة المطهرة ( عليهم السلام) : ( إن الأمل يذهب العقل ) .
إن قصر الأمل يحي قلب العبد بخلاف طول الأمل؛ فيخمس ماله برضى قلبي ، فيدفع الحقوق ويحسن لزوجه وعياله ، و لا يعيش التنافس على سقط المتاع ، فيكسب رضى الله وسعادة الدارين .
أنظر أيضا:
طول الأمل
طويل الأمل