أعظم الناس حسرة
من المعلوم أنّ ليوم القيامة أسماء مختلفة في القرآن المجيد، منها: (يوم الحسرة) حيث يتحسر المؤمنون المحسنون على قلّة عملهم، ويتمنّون لو أنهم عملوا أكثر.. وكذلك يتحسر المسيئون؛ لأنّ الحجب تزول، وتتضح حقائق الأعمال ونتائجها للجميع.
إن العبد العاقل لا يتوانى عن إصلاح نفسه ولا يُماطل بالتوبة ورد المظالم؛ لأن اليوم عمل بلا حساب وغداً حساب ولا عمل.
إن من موجبات الحسرة الأخروية للعبد، عدم وجود استراتيجية له في دار الدنيا، فهو يدع الحياة تقوده بمشتهياتها ومتعها وتصرف أحوالها إلى آخر العمر، و الإمام المجتبى (عليه السلام) ينبهنا قائلاً : (يا ابن آدم!.. إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فخذ مما في يديك لما بين يديك، فإنّ المؤمن يتزود والكافر يتمتع!).
قد يستأنس البعض بالحضور في مناسبات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرة (عليه السلام)، ولكنه في مقام العمل لا يقتدي بأفعالهم، وهذا من أعظم الناس حسرة يوم القيامة.
إن المؤمن يلتفت إلى حديث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيث يقول: (شر الناس من باع آخرته بدنياه، وشرٌّ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره) فإن البعض قد يُضيّع وقته بالتَّرويج والتزكية لنائب مثلاً، فيربح النائب مناصب الدنيا، ويخسر المروِّج له دنياه وآخرته!.
إن من يهاجر إلى بلاد الغرب يزداد في كل يوم فتنة وإثماً ، والشقاء الأكبر: تعلق أبنائه يوماً بعد يوم بهذه البلدان، فهو وإياهم يزدادون إثماً، وهو بعد لا يدري أهو على خير أم شر، وهذا من أكثر الناس حسرة يوم القيامة.
إن من يريد رفع الحسرة عن نفسه يوم القيامة، يُبادر إلى كسب الحلال، والصدقة الجارية، وتربية الولد تربيةً صالحة.
أنظر أيضا:
مواقف الحسرة
موجبات الحسرة