استقبال شهر محرم الحرام – الشيخ حبيب الكاظمي
- إن من يريد الدرجات العليا عليه أن يصفي باطنه.. بعض الناس هيئته العبادية الظاهرية حسنة، ولكن ملكاته الباطنية ليست على ما يرام، لذا عليه أن يحاول تنقية باطنه قبل الإكثار من العبادات، فالباطن الملوث مع الظاهر الحسن كالزجاجة المعطرة من الخارج والنتن يملؤها من الداخل!..
- يقول تعالى: (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) والقلب إذا صار سليماً صدرت منه الصلاة الخاشعة.
- على المؤمن أن يطلب من الله تعالى قبل حلول شهر محرم الحرامأن يوسع من قابلياته أن يجعله في ذلك الموسم خير من أحيا ذكر إمامه عليه السلام؛ لأن المواسم فرصة للتكامل الروحي، والذي لا يبذل جهده لتحقيق تكامل روحه فإن وضعه لن يتغير وسيبقى ثابتاً.
- عندما يبكي المؤمن على الحسين عليه السلام يتشبه بالحجة عجل الله فرجه، وكلما فاضت عيناه بمجرد ذكره للحسين عليه السلام كلما كان قلبه أقرب إلى قلب ولي أمره عجل الله فرجه، فالإمام الرضا عليه السلام يقول: (من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة…) وهذا القلب يتولاه إمام الزمان عجل لله فرجه برعايته.
- على المؤمن أن يتذكر ما قاله الإمام الرضا عليه السلام لابن شبيب والذي من جملته: (يا ابن شبيب إن كنت باكيا ” لشئ فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فإنه ذبح كما يذبح الكبش.. يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين عليه السلام حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا ” كان أو كبيرا ” قليلا ” كان أو كثيرا.. يا ابن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا، فلو أن رجلا ” تولى حجرا ” لحشره الله معه يوم القيامة).