متى يكون الإحسان مميزاً
إن مسألة الهداية الإلهية من المسائل المهمة جدا في القرآن الكريم ، والحق المتعال تكفل بهداية من يجاهد هواه ويحسن إلى الغير ، ومن أبرز هذه الآيات قوله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
إن النبي الأكرم (ص) يعطينا معادلة اجتماعية مهمة حين يقول (ص) : ( جُبِلَتِ القُلُوبُ على حُبِّ مَنْ أحسَنَ إليها و بُغْضِ مَنْ أساءَ إليها ) فالقلوب من لوازم فطرتها حب المحسن وبغض المسيء لها ، فهنيئاً لمن ينفع بحسن صنيعه إخوانه المؤمنين.
إن الذي يخشى من نفور الزوجة، فإن عليه أن يبادر أولاً لكسب قلبها بالإحسان والتودد وعندها يعم الانسجام الزوجي، سيما والأمير (ع) يوضح (بالإحسان تملك القلوب )، وهو ليس مقصوراً على المال، فقد يكون بكلمة تهدي بها الولد العاق، أو السعي في الإصلاح بين الزوجين، فإن له صور متعددة.
إن الأمير (ع) يقرر ( بالإحسان تملك القلوب ) وهذا الامر لا يشمل قلب المؤمن فقط ، بل يشمل ذلك جميع القلوب حتى قلب الفاسق، فانه يُمتلك بالإحسان إليه , إن الذي يبدأ بالإساءة للزوجة أو الصديق ثم تأتيه الإساءة أضعافاً مضاعفة ، عليه أن لايتبرم ويتظلم لأنه هو من اقتدح نار العداوة بيده ، بل يبادر للإحسان وتطييب القلوب .
إن مقابلة الإحسان بالإحسان أمر سهل ، ولكن التميز لا يحوزه إلا من واجه إساءة الغير بالإحسان والتي يحوز صاحبها به الغفران الإلهي ، كما يصرح بذلك باب مدينة العلم (ع) : ( لا يحوز الغفران إلا من قابل الإساءة بالإحسان )