من يستحق المعاشرة
إن المؤمن يدرك أنّ الحياة الاجتماعية مع الآخرين تأخذ من رصيد العمر ، ولذا فهو حريص على أن لا يعاشر إلاّ من يستحق المعاشرة، ولا يضيِّع عمره مع من هبَّ ودبّ.
إن من يريد أن يَعمُر قلبه فعليه بمعاشرة ذوي العقول كما أوصى الأمير (عليه السلام) : ( عِمارة القلوب في معاشرةِ ذوي العقول ) ومن المعلوم أنّ ذوي العقول هم أهل الطّاعة والتّقوى لا أهل الدينار والدرهم !.
إن هناك كواشف تبيّن ما خفي من شخصيّة الإنسان ألا وهي المعاشرة ، والَّتي منها السفر معه أو المجاورة له أو مصاهرته أو معاملته في البيع و الشراء ، سيما والأمير (عليه السلام) يبين في جملة جامعة ( خَوافي الأخلاق تكشفُها المعاشرة ).
إن نفور قلب المؤمن من مخلوق أو شيء قد يكون من العلامات الدّالة على وجود خلل فيه كما يُستفاد من بعض روايات أهل البيت (عليه السلام) والتي منها قول الأمير (عليه السلام) : (اتقوا من تبغضه قلوبكم ).
من يستحق المعاشرة
إن مما يؤسف له أن البعض من حديثي الزواج يهيم بحب زوجه متجاوزاً الحد المعقول ، ثم سريعاً ما يبتلى بالشحناء والتباغض والطّلاق ، متناسياً فضيلة الاعتدال في الأمور.
إن المؤمن لا يدع قلبه يحب الآخرين بإفراط و لا يبغض عدوه بإفراط ، بل يترك مسافة عقلائية لكلا الطرفين ، متذكراً قول الأمير (عليه السلام) (أَحبب حبيبكَ هَوناً ما عسى أَنْ يَكُون بغيضك يوماً ما وأَبغض بغيضك هوناً ما عسى أَنْ يكُونَ حبيبك يوماً ما ).
أنظر أيضا:
سلبيات المعاشرة المتصلة
كيفية معاشرة الناس – السيد محمد أمين شبر