ماهي موانع الهمة العالية
إن أمير المؤمنين يبين لنا معنى (قد قامت الصلاة) بقوله (..أي حان وقت الزيارة والمناجاة وقضاء الحوائج ودرك المنى والوصول إلى الله عز وجل وإلى كرامته وعفوه ورضوانه) فماذا بقي ؟!
إن مما يؤسف له أن البعض يستأنس بالحديث مع صاحبه وهو يسمع إمام الصلاة ينادي (قد قامت الصلاة) هذا العبد المسكين يفوت لذة الإقبال والمناجاة على الرب المتعال ويقبل على ما لا فائدة منه !
إن الوقفة الذهنية الخاشعة قبيل الصلاة، هي المفتاح لأداء صلاة تحي القلب وتتجه بصاحبها نحو الملكوت ، والإمام الصادق (عليه السلام ) ينبهنا: (وعاين بسرّك عظمة الله).
إن قطع الارتباط بالدنيا وأهلها أمر ممكن، ألسنا نرى الرجل ليلة الزواج ينشغل بعروسه عن الدنيا ومافيها ، هذه الحالة أيضاً يمكن للمؤمن أن يحولها في صلاته فيقطع ارتباطه مع الدنيا وأهلها ويحولها نحو العرش.
كم من الجميل أن يذكر المصلي حين يقف للصلاة، وقوفه في الآخرة بين يد الحق المتعال، هذه الذكرى تخشع القلب وتحركه نحو الإقبال.
إن تكبيرة الإحرام توجب على العبد المراقب استصغار كل شيء من الذرة إلى المجرة واستشعار عظمة وكبرياء الرب المتعال.
أليس من المعيب أن يكبر المصلي تكبيرة الإحرام، وهو في حقيقة نفسه معرض عن معناها إلى تكبير سقط المتاع في نفسه ! وفي الحديث القدسي (يا كاذب أتخدعني ؟!.. وعزَّتي وجلالي لأحرمنّك حلاوة ذكري، ولأحجبنّك عن قربي و المسارَّة بمناجاتي) ويالها من عقوبة !
أنظر أيضا:
خطورة البعد عن حب الله تعالى – الشيخ حسين الكوراني (ره)
الإقبال والإدبار – الشيخ حبيب الكاظمي