كيف تصل لطهارة القلب ؟
إن البعض يدمن الطاعات والعبادات الجوارحية دهراً من عمره ، ومع ذلك لا يجد طهارةً في باطنه ، لأنه عمل على الجوارح ونسى أمر الجوانح ، فكيف له أن يصل لطهارة القلب ؟
إن من لا يبادر في إصلاح نفسه صغيراً ، فيذعن لريح الغضب أو الحرص كلما هبّت في باطنه ، يصبح من الصعب عليه اقتلاعها كبيراً ، لأنها تجذرت في باطنة وأصبحت من سمات شخصيته، ويالها من بليّة !
إن الإنسان المراقب يعمل في خطّين متوازيين ، العبادات الجوارحية والطهارة الجوانحية ، هذا هو السعيد الذي يحقق الطهارة ، لأنه يصفي قلبه أولاً بأول ، متذكراً قول الأمير (عليه السلام) : ( طهروا قلوبكم من درن السيئات ) .
إن المؤمن عندما يصل لترك الحرام زهداً فيه واستقذاراً منه ، يصبح قلبه موافقاً للشرع الأقدس فيصل لطهارة الباطن ، بعكس من يترك الحرام خوفاً من العقوبة ، لأن قلبه لا زال ميالاً للحرام والمعصية ، فلم يطهر بعد !
إن من يحقق طهارة باطنه ، يصل إلى أن يكون في مواضع نظر الله سبحانه وعنايته ( قلوب العباد الطاهرة مواضع نظر الله سبحانه ، فمن طهر قلبه نظر إليه ) وياله من مقام !.
إن المجتمع يشخص الإنسان الطاهر القلب بأنه العبد الذي لا دخيلة غش أو طمع أو حقد لديه ، الخال من الفحش والمأمول منه الخير ، ويعبر عنه عادةً بالطاهر ، وهذه الصفات وردت في أحاديث المعصومين (عليه السلام) ، فمن الجميل مراجعتها وتطبيقها .
كم من المناسب أن يلهج المؤمن ويتفكّر بدعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) ( اللهم صل على محمد، وآل محمد واجعلنا من الذين أرسلت عليهم ستور عصمة الأولياء، وخصصت قلوبهم بطهارة الصفاء، وزينتها بالفهم والحياء في منزل الأصفياء، وسيرت همومهم في ملكوت سماواتك، حجبا حجبا حتى ينتهي إليك واردها ) .
أنظر أيضا:
صفاء القلب – زادك في دقائق – الشيخ حبيب الكاظمي
خطورة مجالس اللهو على طهارة القلب